الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ النهج التصعيدي لترامب بالضربات العسكرية وحسابات إيران

iran-usa
أبريل 03, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI، وحدة الدراسات والتقارير “1”

تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل متسارع في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تعكس التصريحات الرسمية والمناورات العسكرية تصعيدًا خطيرًا قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة. تأتي هذه التطورات في سياق سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجها واشنطن ضد طهران، بهدف كبح برنامجها النووي ومنعها من تحقيق تقدم يمكن أن يهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

السؤال الأبرز في الأوساط السياسية والعسكرية  هو حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وما العوائق والتحديات التي تواجه هذا السيناريو. كما تثار التساؤلات حول مدى قدرة إيران على الرد، والدور الذي يمكن أن تلعبه القوى الإقليمية والدولية في تهدئة أو تصعيد هذا النزاع المحتمل.بعد مرور شهرين على عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأت معالم نهج الإدارة الجديدة تجاه الملف النووي الإيراني في الظهور. لا يزال باب الدبلوماسية مفتوحًا، ولكن هناك أيضًا إصرار واضح على زيادة الضغط على طهران، بما في ذلك من خلال التهديدات العسكرية.

من وجهة نظر العديد من المراقبين، أصبح من المسلّم به أن القضاء التام على البرنامج النووي الإيراني باستخدام الوسائل العسكرية غير ممكن، وأن حتى الضربات المحدودة ستكون محفوفة بالمخاطر وذات فعالية محدودة. ومع ذلك، لا تزال التقييمات التقنية لهذه الادعاءات محدودة. فما هي الخيارات المتاحة لتنفيذ عمليات عسكرية لمنع الانتشار النووي؟ أمن دولي ـ هل بدات الحرب على إيران؟

الأهداف المحتملة

يمكن للضربات العسكرية ضد إيران استهداف عدد من المواقع المرتبطة ببرنامجها النووي، بما في ذلك مواقع تحويل اليورانيوم، منشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي، والمراكز البحثية. لكي يكون للهجوم تأثير مادي كبير، يجب أن يقضي على مخزون إيران من المواد الانشطارية أو يلحق ضررًا كبيرًا بقدراتها الإنتاجية.في الوضع الحالي، يعني ذلك استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم والمخزونات ذات الصلة. أشارت تقارير استخباراتية حديثة تحذر من احتمال تنفيذ إسرائيل لضربات ضد البرنامج النووي الإيراني إلى أن منشآت فوردو ونطنز، اللتين تستضيفان مرافق التخصيب وإنتاج أجهزة الطرد المركزي، هما من الأهداف المحتملة.

تقع بعض الأهداف الرئيسية المحتملة، مثل منشأة تخصيب الوقود في نطنز (FEP) ومنشأة فوردو لتخصيب الوقود (FFEP)، تحت الأرض. بالإضافة إلى ذلك، يتم بناء منشأة جديدة داخل جبل جنوب مجمع نطنز، من المتوقع أن تستضيف وحدة إنتاج أجهزة الطرد المركزي، رغم أن بعض التقارير تشير إلى احتمال استخدامها أيضًا لتخصيب اليورانيوم. وإن إلحاق ضرر كبير بهذه المنشآت تحت الأرض يتطلب قوة نارية هائلة، مما يطرح تحديات عملية ومخاطر تصعيدية.

المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران قد تتصاعد

مع تصاعد التوترات مع إيران، عزز الجيش الأمريكي وجوده في الشرق الأوسط من خلال إرسال المزيد من الطائرات الحربية، حسبما أعلن البنتاغون يوم الأول من أبريل 2025، وسط حملة قصف أمريكية مستمرة منذ أكثر من أسبوعين في اليمن وتزايد التوترات مع إيران. لم يحدد البنتاغون نوع الطائرات المنتشرة أو وجهتها الدقيقة. ومع ذلك، يقول الخبراء إن قاذفات B-2، التي تتمتع بتقنية التخفي وقادرة على حمل أقوى القنابل والأسلحة النووية الأمريكية، في وضع مثالي لتنفيذ عمليات في الشرق الأوسط.

أكدت القيادة الاستراتيجية للقوات الجوية الأمريكية وصول قاذفات B-2 Spirit  إلى قاعدة دييغو غارسيا، مما يعزز استعداد واشنطن لأي عمل عسكري ضد إيران. دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس دونالد ترامب إلى تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، في إطار ممارسة ضغوط قصوى على طهران. ويقول مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز، في 16 فبراير 2025: “الإدارة الجديدة ستتحدث إلى إيران فقط إذا قررت التخلي عن كامل برنامجها النووي، وليس الانخراط في مناورات كما حدث في المفاوضات السابقة.”تشير التقاريروالتحليلات إلى أن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران قد تتصاعد، سواء عبر الضربات الجوية أو من خلال الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية. في الوقت الذي تحاول فيه إيران الحفاظ على برنامجها النووي كورقة ردع، يبدو أن إدارة ترامب تتجه نحو ممارسة أقصى الضغوط العسكرية والاقتصادية لإجبار طهران على التراجع أو مواجهة عواقب وخيمة. أمن دولي ـ هل تؤثر الضغوط الدولية على موقف إيران بشأن الاتفاق النووي؟

كيف ترد إيران على الهجمات ؟

من المرجح أن ترد إيران على أي الهجمات  الأمريكية ـ الإسرائيلية أو عقوبات غربية إضافية بالاقتراب أكثر فأكثر من عبور العتبة النووية، وفقاً لتقييم استخباراتي أميركي صدر في ديسمبر 2024. ويخلص التقرير، الذي أصدره مكتب مدير الاستخبارات الوطنية في الخامس من ديسمبر 2024، إلى أنه في حين أن طهران ليست مستعدة حاليا لبناء سلاح نووي، فإنها تقوم بأنشطة “تضعها في وضع أفضل لإنتاجه، إذا اختارت ذلك”. وذكر التقرير أنه منذ يوليو 2024، واصلت إيران زيادة مخزوناتها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60%، بينما قامت في الوقت نفسه بتصنيع وتشغيل عدد متزايد من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة. وحذر تقييم الاستخبارات الأميركية أيضاً من أن المسؤولين الإيرانيين أصبحوا على استعداد متزايد “لمناقشة فائدة الأسلحة النووية علناً”.

ويقول التقرير إن “طهران تمتلك البنية الأساسية والخبرة اللازمتين لإنتاج اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة بسرعة في عدة منشآت تحت الأرض، إذا ما اختارت ذلك. ويدرك القادة الإيرانيون أن هذا من شأنه أن يعزز مصداقية التهديدات بتطوير الأسلحة النووية”.تشير تقديرات تقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطنية إلى أن مخزونات إيران الحالية من اليورانيوم المخصب تتجاوز بكثير ما تحتاجه للأغراض المدنية وأن طهران يمكن أن تبني “أكثر من اثني عشر سلاحاً نووياً إذا تم تخصيب مخزونها الإجمالي من اليورانيوم بشكل أكبر”.وعلى نحو مماثل، أشار تقييم استخباراتي أميركي لقدرات إيران صدر في يوليو 2024 إلى أن المسؤولين في طهران أصبحوا يشعرون براحة أكبر في الحديث عن استخدام الأسلحة النووية. لكن التقرير الجديد يشير إلى أن طهران أصبحت الآن مستعدة للرد على الضغوط الغربية أو الهجمات أو التهديدات الأخرى بمزيد من النشاط النووي.

الأستنتاج

هل سيوجه ترامب ضربة عسكرية لإيران؟

ـ يسعى ترامب إلى تعزيز صورته كرئيس قوي ، رغم إن أي تصعيد كبير قد يواجه معارضة من الكونغرس، خاصة من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين المتشككين في جدوى الحرب.

ـ من الواضح أن لدى واشنطن القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة، لكن تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل صعب للغاية نظرًا لانتشاره في منشآت تحت الأرض. وهناك مخاوف أمريكية من انتقام إيراني واسع النطاق، سواء عبر ضربات مباشرة أو هجمات تشنها أذرع إيران :حزب الله، الحوثيون، والجماعات المسلحة العراقية.

ـ أما إسرائيل، فهي تدفع بقوة نحو العمل العسكري، لكنها قد تواجه تحفظات من دول خليجية تخشى التصعيد المباشر. يبقى الموقف الأوروبي رافضًا للحل العسكري، ويفضل المسار الدبلوماسي، بينما تحاول الصين وروسيا عرقلة أي تحرك أمريكي عبر مجلس الأمن، لكن تأثيرهما الفعلي محدود في حال قررت واشنطن التحرك منفردة. أمن دولي ـ كيف تؤثر قاعدة الصواريخ السرية الإيرانية على التوترات مع الولايات المتحدة؟

ـ احتمالات الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران، سيناريو ضربة أمريكية واسعة ضد إيران ،باستهداف منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو، ومواقع إنتاج الصواريخ والمسيرات. وتنفيذ هجوم متزامن على مواقع الحرس الثوري للحد من قدرة إيران على الرد الفوري. هذا السيناريو يحمل مخاطر تصعيد إيراني كبير، مثل قصف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، أو استهداف إسرائيل مباشرة.

ـ سيناريو ضربات محدودة ضد منشآت معينة، استهداف مواقع نووية محددة دون توجيه ضربات واسعة.مع تنفيذ عمليات سيبرانية لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، كما حدث في هجوم ستوكسنت 2010.هذا السيناريو يقلل من خطر اندلاع حرب شاملة، لكنه قد يدفع إيران إلى تسريع تخصيب اليورانيوم بدلًا من التراجع.

ـ سيناريو تصعيد الضغط بدون ضربة عسكرية، استمرار التصعيد الكلامي والتهديدات لإجبار إيران على تقديم تنازلات دبلوماسية وفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية كبديل للحرب. هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا إذا نجحت الجهود الأوروبية في التهدئة أو أظهر الرأي العام الأمريكي معارضة للحرب.

ـ الموقف الإيراني ورد الفعل المتوقع، من المرجح إن إيران لن تقدم تنازلات جوهرية، لكنها قد تتجنب الرد العنيف لتجنب حرب مفتوحة. في حال وقوع هجوم، من المرجح أن يكون رد طهران عبر وكلائها بدلًا من مواجهة مباشرة. وقد تهدد إيران بإغلاق مضيق هرمز، مما قد يؤدي إلى أزمة نفطية عالمية وضغوط دولية على واشنطن لوقف التصعيد. إن نشر قاذفات أمريكية جديدة أو تحركات غير معتادة في الخليج، فقد تكون مؤشرات مبكرة على نية الضربة.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=102762

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

هوامش

[1]The Challenges Involved in Military Strikes Against Iran’s Nuclear Programme

https://bit.ly/3E4U9GI

[2]As Iran tensions build, US military moves warplanes to reinforce Middle East

https://bit.ly/4jl2ntv

[3]‘There Will Be a Bombing’: Trump Threatens to Attack Iran if No Nuclear Deal Reached

https://bit.ly/4iNbyCU

[4]Trump Maximalist Approach and Iran’s Strategic Calculus

https://bit.ly/4cmE8J8

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...