الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ الصراع الإسرائيلي الإيراني واستراتيجية الردع والدبلوماسية

سبتمبر 27, 2025

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا  ECCI

إعداد : آندي  فليمستروم Andie Flemström ، باحثة في في المركز الأوروبي، قضايا التطرف والإرهاب – ستوكهولم.

ماجستير آداب – علاقات دولية – جامعة ستوكهولم

أمن دولي ـ الصراع الإسرائيلي الإيراني واستراتيجية الردع والدبلوماسية

بعد مرور ثلاثة أشهر على النزاع الذي استمر اثني عشر يومًا بين إيران وإسرائيل، بلغت التوترات مستوى غير مسبوق. تعمل كل من طهران وتل أبيب على تكثيف تدريباتهما العسكرية والاستعداد لمواجهة قد تكون حاسمة. في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى تقويض تماسك إيران، تعزز الأخيرة جاهزيتها وتحمي أبرز أهدافها الحساسة. في الوقت ذاته، تستمر المبادرات الدبلوماسية و ملف الطاقة النووية في لعب دور محوري في تحديد مسار الأحداث. وسيكون التوازن بين الردع العسكري والتسويات الدبلوماسية العامل الحاسم في ما إذا كان النزاع سيتصاعد إلى مرحلة جديدة أكثر تدميرًا.

المناورات العسكرية الإيرانية

بعد حرب الـ 12 يومًا، نفذت إيران مناورة عسكرية واسعة باسم القوة المستدامة 1404 يومي 20 و21 أغسطس/آب في خليج عمان وشمال المحيط الهندي. شاركت في المناورة فرقاطة من طراز موج” (IRIS Sabalan) وسفينة إطلاق صواريخ (IRIS Ganaveh)، حيث أطلقت السفن الحربية صواريخ “نصير” و”قدير” المضادة للسفن في عمليات إطلاق حية. وأكد قائد القوات البحرية الإيرانية، الأدميرال شهرام إيراني، أن الهدف الأساسي من المناورة هو اختبار الجاهزية العملياتية في ظروف قتالية فعلية.كما شملت المناورة إجراءات مضادة للحرب الإلكترونية، تحليق طائرات بدون طيار، ومهام حرب مضادة للغواصات، مع تنفيذ مناورات في ممر يمتد من مضيق هرمز إلى المياه العميقة في المحيط الهندي، في مؤشر على سعي إيران لتوسيع نطاق عملياتها البحرية إلى أعالي البحار. بالإضافة إلى ذلك، أجرت إيران تجارب صاروخية متعددة بعد حرب الـ 12 يومًا، وأعلنت مؤخرًا عن تجربة صاروخية جديدة يوم الخميس الماضي. الدفاع ـ الاتفاق الدفاعي السعودي الباكستاني، تحوّل استراتيجي في ميزان القوى في الخليج

المناورات العسكرية الإسرائيلية

من الجانب الإسرائيلي، نفذت إسرائيل مناورة بارزة في 10 أغسطس/آب، أي قبل عشرة أيام من مناورة إيران. بدأت المناورة في ساعات الصباح الأولى، وهدفت إلى تقييم سرعة الاستجابة والتحول من الوضع الروتيني إلى التعبئة الكاملة لمواجهة تهديد شامل ومتعدد الأبعاد.استمرت المناورة نحو خمس ساعات، وشملت العمليات التسلل عند الحدود الأردنية، وهجمات بطائرات مسيرة على مطار رامون، وعمليات ضد خلايا مسلحة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ من الشمال وهجمات محتملة من اليمن وإيران على أهداف إسرائيلية.وأظهرت النتائج مزيجًا من نقاط القوة والضعف، حيث كانت عملية نشر القوات على الحدود الأردنية بطيئة، مما استدعى إعادة هيكلة خطط التعبئة، بينما تحسن التنسيق بين مراكز القيادة المختلفة. بعد انتهاء المناورة، بدأ الجيش الإسرائيلي تقييمًا شاملاً للجاهزية، مؤكدًا أن مثل هذه المناورات المفاجئة ستستمر على نحو منتظم.

إيران والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

خلال النزاع الذي دام اثني عشر يومًا، اتهمت إيران المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بالتمهيد لهجمات إسرائيل على منشآتها النووية. وبعد وقف إطلاق النار، رفضت إيران طلبه بالتفتيش الفوري، وأقر البرلمان قانونًا يحظر على الوكالة دخول المنشآت، في خطوة تعكس تشدد السياسة النووية الإيرانية.رغم هذا القانون، قررت الحكومة السماح بتفتيش محطة بوشهر النووية، ما أثار انتقادات شديدة من السياسيين المحافظين. ودافع وزير الخارجية عباس عراقجي عن القرار، مؤكدًا أنه حظي بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، وأن الهدف منه كان مراقبة عملية تبديل الوقود في المحطة. وأوضحت الحكومة أن إيقاف التفتيش تمامًا قد يمنح إسرائيل ذريعة لشن هجمات جديدة، مما يزيد من خطر تعرض البلاد بدلًا من تعزيز موقفها.

في أغسطس 2025، حذر غروسي من أن استمرار منع الوصول إلى المنشآت قد يؤدي إلى أزمة جديدة. وبعد إعلان ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عن تفعيل آلية “السناب باك” في 28 أغسطس/آب، اجتمع عراقجي وغروسي في القاهرة بوساطة مصرية، حيث وقّعا اتفاقًا لاستئناف التعاون تدريجيًا. وعكس الاتفاق رغبة طهران في تجنب المواجهة الكاملة وتقليل الضغوط الدولية. وخلال الدورة الـ69 للجمعية العامة للوكالة في فيينا في سبتمبر 2025، شدد غروسي على أن عرقلة عمليات التفتيش تهدد السلام والأمن الدوليين. وفي الوقت نفسه، تكثفت الجهود الدبلوماسية في نيويورك خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سعت إيران لمنع تفعيل آلية “الاسترجاع الفوري”. وفي 23 سبتمبر، التقى عراقجي وغروسي مرة أخرى، مؤكدة إيران استعدادها للتصرف بمسؤولية، لكنها طالبت أيضًا بوقف ما وصفته بالضغوط المفرطة عبر مجلس الأمن، في مؤشر على التوازن الهش بين رغبتها في الظهور كشريك متعاون وحاجتها للحفاظ على حرية تحركها الاستراتيجية.

أين يوجد اليورانيوم المخصب؟

أصبح اليورانيوم عالي التخصيب في إيران، الذي يُقال إنه تجاوز 60٪، محور صراع بين طهران وإسرائيل والولايات المتحدة، إذ استخدم كذريعة لهجمات على المنشآت النووية الإيرانية. بعد النزاع الذي دام اثني عشر يومًا، لا يزال وضع المادة غامضًا بسبب تصريحات متناقضة من الأطراف المختلفة.ادعت إيران أن اليورانيوم نُقل إلى موقع سري قبل الهجمات لحمايته، بينما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتدمير المنشآت بالكامل، وأكدت إسرائيل أن الهجمات أجلت فقط طموحات إيران النووية لعدة سنوات. لاحقًا أكدت طهران أن المواد ما زالت سليمة وتحت السيطرة، ما قلل من مصداقية الروايات الإسرائيلية والأمريكية. التطرف العنيف في السويد -التشابهات والاختلافات. بقلم أندي فليمستروم Andie Flemström

ساهمت التصريحات المتناقضة في إضعاف مصداقية إيران دبلوماسيًا، وغالبًا ما اضطر وزير الخارجية عباس عراقجي للرد على أسئلة حول مكان اليورانيوم، ما أضعف موقفه التفاوضي. كما زاد التفاخر العلني للقيادة العسكرية الإيرانية بالقدرات النووية من تعقيد الوضع، إذ عزز الانطباع بأن طهران تخفي معلومات بدلًا من الشفافية.وصلت الأزمة إلى ذروتها في سبتمبر 2025، عندما صرح عباس عراقجي في برنامج على التلفزيون الإيراني الرسمي في 13 سبتمبر بأن “اليورانيوم لدينا ما زال موجودًا تحت أنقاض المنشآت النووية التي قُصفت.” وقد أثار هذا التصريح شكوكًا دولية، وعكس التوازن الدقيق الذي تضطر إيران للحفاظ عليه في تواصلها: فمن جهة تسعى الحكومة لإظهار العزم والسيطرة، ومن جهة أخرى قد تؤدي التصريحات الغامضة والمتناقضة إلى إضعاف موقف البلاد في المفاوضات الحساسة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي.

التهديد الكبير

تشهد الدبلوماسية في المنطقة توترًا شديدًا، مع تدريبات عسكرية واسعة وتصعيد الخطاب بين إيران وإسرائيل، إلى جانب مبادرات أوروبية لإعادة فرض العقوبات على طهران. وفي المقابل، اتخذت إيران خطوات جديدة تزيد حالة عدم اليقين.تدعو إسرائيل المجتمع الإيراني إلى التشكيك بالنظام وتسليط الضوء على خيار التغيير، مع إبراز الخيار العسكري كخيار محتمل. وترد إيران بخطاب شديد اللهجة، حيث حذر رئيس هيئة الأركان موسوي وكبار القادة العسكريين من أن أي تهديد سيُقابل بمفاجآت استراتيجية غير متوقعة.وفي 22 سبتمبر، أرسل 71 عضوًا في البرلمان رسالة إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، طالبوا فيها بمراجعة العقيدة العسكرية وسياسة البلاد تجاه الأسلحة النووية، محذرين من أن إعادة فرض العقوبات قد تدفع إيران لتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو حتى الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار. ويزيد هذا التطور من خطر اندلاع صراع أكبر وطويل الأمد بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، بينما تعارض روسيا والصين إعادة فرض العقوبات رغم عدم اتخاذ خطوات عملية لدعم إيران سوى بعض التصريحات. محاربة التطرف ـ تداخل الهجرة والتطرف في السويد، الأسباب والتدابير

قراءة مستقبلية

ـ أثارت مشاركة الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة تساؤلات حول قدرة الدبلوماسية على فتح مسارات جديدة في الصراع المتصاعد. وقد يمثل اجتماع محتمل بين بيزشكيان ودونالد ترامب نقطة تحول استراتيجية، خصوصًا في ملف الطاقة النووية، مما قد يقلل من خطر المواجهة العسكرية المباشرة. كما يمكن للمبادرات الدبلوماسية، سواء عبر المحادثات الثنائية أو المفاوضات متعددة الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة، أن تهيئ المجال لتفاهمات تدريجية وإعادة بناء الثقة.

ـ لكن بعد النزاع الذي دام اثني عشر يومًا، كثفت إيران وإسرائيل تدريباتهما العسكرية، مظهرتين الصمود الاستراتيجي والاستعداد للتحرك دفاعيًا وهجوميًا. وفي الوقت نفسه، تدرس الولايات المتحدة والدول الأوروبية فرض عقوبات جديدة، ما قد يعمّق حالة عدم الثقة، بينما يواصل ملف اليورانيوم عالي التخصيب تقويض مصداقية إيران الدبلوماسية. ومع تنامي الشكوك بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، تظل القضية النووية دون حل، مع احتمال تحولها إلى أزمة متفجرة.

ـ يتحدد المستقبل إلى حد كبير بالتوازن بين الدبلوماسية وسياسة القوة. فإذا اختارت إيران زيادة الشفافية وأبدت الجهات الدولية استعدادها لتقديم تسويات عملية، فهناك فرصة لإعادة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتالي تقليل خطر التصعيد العسكري. وعلى العكس، إذا أعيد فرض العقوبات، وانقطع التعاون مع الوكالة، واستمرت الإشارات العسكرية في الهيمنة، فإن المنطقة قد تتجه نحو صراع جديد أطول وأكثر تدميرًا، مع عواقب تتجاوز حدود الشرق الأوسط.وتشمل العوامل الأخرى التي قد تؤثر في المستقبل التحولات السياسية الداخلية في كل من إيران وإسرائيل، والتغيرات في سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، فضلاً عن دور روسيا والصين كقوى محتملة لموازنة المفاوضات الدولية. وتشير الديناميكيات المعقدة بين الأمن الإقليمي، والجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية (سياسة عدم الانتشار العالمية)، ومصالح القوى الكبرى إلى أن أي قرار قد يترتب عليه عواقب بعيدة المدى، مما يجعل كل من الدبلوماسية والردع العسكري يلعب دورًا حاسمًا في الأشهر المقبلة.

رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=109903

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...