الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ التطور الدبلوماسي لموقف ألمانيا تجاه حل الدولتين: إسرائيل وفلسطين

فبراير 17, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (3)

تلتزم السياسة الخارجية الألمانية تجاه القضية الفلسطينية بحل الدولتين، وتدعم المفاوضات الدبلوماسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورفضت الحكومة الألمانية، مقترحات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لخطة تهجير الفلسطينيين من غزة، مؤكدة أن ذلك يشكل انتهاكاً للقانون الدولي. وتنسق ألمانيا مع شركائها في الاتحاد الأوروبي لطرح مواقف متوازنة في الأمم المتحدة، سعياً للوصول إلى حل دائم يضمن حقوق الفلسطينيين في دولة مستقلة. ومن جهة أخرى تدعم ألمانيا إسرائيل في عدة جوانب سياسية وعسكرية، وهو ناتج عن مسؤوليتها التاريخية تجاه إسرائيل.

ما هو موقف ألمانيا من خطة ترامب لــ”تهجير الفلسطينيين” من قطاع غزة؟

يتصف موقف ألمانيا بالتعقيد والحساسية بالنسبة للقضية الفلسطينية، تتمثل التعقيدات بعدّة زوايا أولها أن ألمانيا لديها نظرة انتقادية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، كما أن ألمانيا تعد أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي، الذي يدعم بدوره الفلسطينيين سياسياً واقتصادياً. ومن زاوية أخرى فإن ألمانيا تعتبر أهم شريك لإسرائيل، بعد الولايات المتحدة، ولأسباب تاريخية هناك دعم ألماني لإسرائيل.

وصف “أولاف شولتس” المستشار الألماني في يناير 2025 اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أي خطط لإعادة التوطين ونقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول الجوار بأنه “غير مقبول”، وأكد دعمه لحل الدولتين. كما رفض الرئيس الألماني “فرانك فالتر شتاينماير” اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة توطين الفلسطينيين. وأضاف إن “أي حل يتجاهل القانون الدولي أو حتى ينتهكه هو حل غير مقبول”. وأعرب عن شكوكه في أن تقبل الدول العربية الفلسطينيين الذين أجبروا على مغادرة وطنهم.

يقول” فريدريش ميرز” مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي لمنصب المستشار في العاشر من فبراير 2025 “إنه يشاطر المستشار الألماني أولاف شولتس تقييماته، ويعتبر خطوة ترامب جزءا من سلسلة من المقترحات المزعجة التي قدمتها الإدارة الأميركية”. وتابع “لكن يتعين علينا أن ننتظر لنرى ما المقصود حقا بجدية وكيف سيتم تنفيذه.”

أوضحت “أنالينا بيربوك” وزيرة الخارجية الألمانية أنه “من الواضح أن غزة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية تابعة للفلسطينيين، وهي تشكل نقطة البداية لدولة فلسطين المستقبلية”. وأضافت “إن تهجير السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون أمراً غير مقبول فحسب، بل إنه مخالف للقانون الدولي. بل إنه سيؤدي أيضاً إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة”. تابعت “أنالينا بيربوك”: “أنه لا ينبغي أن يكون هناك حل فوق رؤوس الفلسطينيين وأن حل الدولتين المتفاوض عليه يظل الحل الوحيد”. واختتمت قولها “إن الجميع متفقون على أن غزة يجب إعادة إعمارها في أقرب وقت ممكن، وأن هذا سيتطلب التزاما دوليا ضخما، وأوروبا مستعدة للمساهمة في هذا الالتزام”. مكافحة الإرهاب ـ واقع الجماعات المسلحة الموالية لإيران بعد سقوط نظام الأسد

هل تعتبر ألمانيا إقامة دولة فلسطينية مستقلة هدفًا ثابتًا في سياستها الخارجية؟

تعد إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي هدف ثابت للسياسة الخارجية والألمانية عبر اتخاذ خطوات ملموسة من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع في الشرق الأوسط. حيث لاتزال برلين ملتزمة بالهدف الخاص بالتوصل إلى حل الدولتين عن طريق التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي في نهايته يتم القبول بوجود دولة فلسطينية قائمة بذاتها.

وافقت الحكومة الألمانية من حيث المبدأ في 12 فبراير 2025 على إرسال أفراد من الشرطة للمشاركة في بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة معبر رفح الحدودي والذي يعد المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وتعول وزارة الخارجية الألمانية على دول عربية شريكة في الإبقاء على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين. حيث أن التعاون مع دول الجوار لفلسطين يعتبر أمراً مهماً للغاية في الوقت الراهن.

أعربت الحكومة الألمانية ألمانيا في الخامس من فبراير 2025 عن شعورها “بقلق بالغ” إزاء العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين بالضفة الغربية. وأكدت على رفض ​​”خطط الحكومة الإسرائيلية” لنشر قوات طويلة الأمد في جنين. وأعلنت ألمانيا في ديسمبر 2024 عن منحة قدرها (23) مليون يورو (24.2 مليون دولار) لدعم البلديات في فلسطين من خلال صندوق تطوير وإقراض البلديات، بهدف تقديم مساعدات طارئة في ظل حرب غزة.

أكدت السلطات الألمانية في الثالث من ديسمبر 2024 أن على إسرائيل يجب أن تتعاون مع الأمم المتحدة في برنامج إنساني وكذلك فتح المعابر، حيث إن الناس في غزة يحتاجون إلى المزيد من المساعدات الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان حماية السكان المدنيين، وإجراء الإصلاحات على البنية الأساسية الحيوية. ركزت المساعدات الألمانية منذ بداية حرب غزة على الاحتياجات الأكثر إلحاحاً ونشر فرق الطوارئ الطبية والدعم النفسي والاجتماعي للأسر. وبالمجمل، زادت المساعدات الألمانية للأراضي الفلسطينية بما يزيد عن (300) مليون يورو منذ السابع من أكتوبر 2023.

يقول د. “ماتياس كيتيمان” الأستاذ الجامعي الألماني والخبير في شؤون الشرق الأسط “أن القانون الدولي ينص بوضوح على ضرورة حماية المدنيين أثناء النزاع، وأن المقاتلين وحدهم هم الأهداف المشروعة لأي عمل عسكري”. ويضيف الخبير الألماني “لذا، يتعين على أطراف النزاع تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين بأي ثمن، وإذا كانوا يخططون لمهاجمة مدرسة أو مستشفى، فسيتعين عليهم اتخاذ إجراءات حذرة للغاية لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى. ويعتقد أن هذا رأي غالبية خبراء القانون الدولي الإنساني”. أمن دولي ـ هل من ضغوطات أوروبية على إيران بعد تغيير النظام في سوريا؟

كيف تنظر الحكومة الألمانية إلى مسؤوليتها التاريخية تجاه إسرائيل؟

أصبحت شحنات الأسلحة إلى إسرائيل أكثر إثارة للجدل، وتبرر الحكومة الفيدرالية ذلك بالقول إن أمن إسرائيل هو سبب الدولة بالنسبة لألمانيا بسبب مسؤوليتها التاريخية تجاه إسرائيل. حيث تعد إسرائيل من بين أهم (10) دول متلقية لصناعة الدفاع الألمانية في العام 2024، ومع ذلك، انخفض حجم الصادرات إلى النصف مقارنة بالعام 2023، مسجلا (161.1) مليون يورو.

كانت برلين أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل بين عامي 2019 و2023، حيث استحوذت على (30%) من الواردات، حيث كانت ألمانيا مسؤولة العام 2023 عن (47%) من إجمالي واردات إسرائيل من الأسلحة التقليدية، بعد الولايات المتحدة. تندرج (53%) من تراخيص التصدير التي منحتها ألمانيا بين عامي 2003 و2023 بقيمة (3.3) مليار يورو، تحت فئة “الأسلحة الحربية” بينما كانت بقية التراخيص معدات عسكرية أخرى.

كشف استطلاع للرأي في أكتوبر 2024 عن مستويات مختلفة من الدعم لصادرات الأسلحة إلى إسرائيل، بين مؤيدي الأحزاب السياسية، إذ أشارت النتائج إلى أنه بين الناخبين المؤيدين للأحزاب الحاكمة، تفوق الرفض على التأييد، حيث رفض (60%) من ناخبي حزب شولتس الاشتراكي الديمقراطي ، و(52%) من ناخبي الحزب الديمقراطي الحر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل. ومن بين مؤيدي حزب الخضر، عارض (50%) الصادرات، بينما أبدى (56%) من ناخبي الحزب المسيحي الديمقراطي/الحزب المسيحي الاجتماعي معارضتهم. وكانت المعارضة أقوى بين ناخبي حزب “تحالف سارا فاجنكنشت” الشعبوي، حيث عارض (85%) منهم إرسال الأسلحة، تلاهم (75%) من ناخبي الحزب اليميني البديل من أجل ألمانيا.

بدأت ألمانيا وإسرائيل تنفيذ اتفاقية ثنائية بشأن الرقمنة والابتكار في الخامس من فبراير 2025 تركز الاتفاقية على الذكاء الاصطناعي والهويات الرقمية وإدارة البيانات والبنية التحتية السحابية الحكومية. تمثل الاتفاقية تعميقا للشراكة الاستراتيجية بين ألمانيا وإسرائيل تعزيز التعاون الاقتصادي وتعميق العلاقة الوثيقة بين البلدين.

كيف تساعد استراتيجية التفاوض المشتركة بين ألمانيا والاتحاد الأوروبي في التأثير على القضية الفلسطينية؟

تنسق ألمانيا بشكل وثيق مع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي في المفاوضات والتصويت على قرارات الشرق الأوسط. تُمكِّن استراتيجية التفاوض والتنسيق المشتركة بين ألمانيا وشركائها في الاتحاد الأوروبي من التأثير على صياغة النصوص. من خلال مفاوضات مكثفة مع الجانب الفلسطيني ينجح الاتحاد الأوروبي عادة في تجنب القرارات غير المتوازنة أو في منع الصياغات غير المقبولة في القرارات التي يكون فيها بالفعل تحقيق أغلبية في الجمعية العامة مضموناً.

يقول “هانز جاكوب شندلر” الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مشروع مكافحة التطرف، إن “عملية التوازن لم تكن مثالية، ولكن القيام بها بأي طريقة مختلفة عما تم القيام به حتى الآن كان ليكون صعبا”. ويشير “شندلر” إلى أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، لم يعد لألمانيا أي وزن في المحادثات، عندما يتعلق الأمر بالقرارات. “لذا كان الأمر في الواقع حوارًا أمريكيًا إسرائيليًا، وكان الأوروبيون – على الأكثر – متفرجين، يقدمون تعليقات من على الهامش”، ومع تولي ترامب منصب الرئيس الأمريكي، فإن السؤال هو: كيف سيوفق بين موقفه المؤيد لإسرائيل وهدفه المتمثل في إنهاء الصراعات؟. أمن قومي ـ أهم التهديدات الأمنية الحالية لدول الاتحاد الأوروبي

تقييم وفراءة مستقبلية

– تظهر السياسة الخارجية الألمانية تجاه القضية الفلسطينية مزيجا من التحديات والتوازنات الدقيقة بين المبادئ السياسية والاعتبارات التاريخية والاقتصادية. على الرغم من تأكيد ألمانيا على التزامها بحل الدولتين ودعم حقوق الفلسطينيين، فإن علاقتها التاريخية مع إسرائيل تُشكل عاملا حاسما في سياستها.

– تلتزم ألمانيا بتقديم الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، حيث تؤكد الحكومة الألمانية على أن أمن إسرائيل جزء من مسؤوليتها التاريخية بسبب الهولوكوست ولكن هذا الدعم يواجه انقساما داخليا ملحوظا.

– بات متوقعاً أن تظل ألمانيا تحت ضغط داخلي وخارجي فيما يتعلق بمواقفها تجاه تصدير الأسلحة ودعم إسرائيل السياسي والتصعيد العسكري في غزة. ، خاصة في ظل تزايد الانتقادات الداخلية لهذه السياسات.

– من المرجح أن تواصل ألمانيا الضغط من أجل إيجاد حل شامل وعادل عبر دعمها لحل الدولتين، وقد تزداد المراجعات للسياسات الحالية الألمانية تجاه إسرائيل.

– من المحتمل أن تظل العلاقة الثنائية بين ألمانيا وإسرائيل تتمتع بالعمق الاستراتيجي، مع التركيز على التعاون الاقتصادي والتكنولوجي في مجالات مثل الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس الطابع متعدد الأبعاد للعلاقة.

– يبقى الدور الأوروبي في المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل غير كافي في مواجهة الهيمنة الأمريكية على السياسة الإسرائيلية، وخاصة بعد مقترح ترامب “ريفيرا الشرق الأوسط”، مما يعني أن ألمانيا ستستمر في مواجهة صعوبة في التأثير المباشر على القرارات الكبرى.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=100883

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

Germany’s Scholz calls Trump’s Gaza resettlement plans unacceptable
https://tinyurl.com/yjj2t9c7

Middle East: Trump’s Gaza takeover remarks met with backlash
https://tinyurl.com/ycydk8sz

Ceasefire in Gaza – Germany continues its assistance
https://tinyurl.com/5ak938ue

رقم قياسي جديد في صادرات الأسلحة الألمانية عام 2024
https://tinyurl.com/yntbm667

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...