الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ التحولات في العلاقات الأوروبية ـ الإيرانية ما بعد تغيير النظام في سوريا

الاستخبارات الإيرانية في ألمانيا ـ أنشطة تجسسية موسعة
يناير 15, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (27)

شهدت العلاقات “الأوروبية ـ الإيرانية” تعقيدًا ملحوظًا على مدار العقود الماضية، إذ تعكس تداخلًا بين المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. ومع تزايد التقلبات في منطقة الشرق الأوسط، تُطرح تساؤلات جوهرية حول كيفية تطور هذه العلاقات بعد تغيير النظام السوري، الذي يُعد حليفًا استراتيجيًا لإيران ومحورًا مهمًا في سياستها الإقليمية. تتحكم عدة عوامل في مسار العلاقات بين الطرفين، مثل الاتفاق النووي (JCPOA)، النفوذ الإيراني في المنطقة، الضغوط الأمريكية، والقضايا الحقوقية. في هذا السياق، تعد سوريا ساحة اختبار رئيسية للتوازن بين التعاون والمواجهة.

الاتفاق النووي ودوره في العلاقات “الأوروبية ـ الإيرانية”

يمثل الاتفاق النووي (JCPOA) ركيزة أساسية في العلاقات الأوروبية – الإيرانية. التزمت الدول الأوروبية بهذا الاتفاق منذ توقيعه عام 2015 باعتباره وسيلة لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، ما يسهم في استقرار المنطقة ويقلل من مخاطر الانتشار النووي. ولطالما رأت أوروبا في الاتفاق مثالًا للدبلوماسية الفعالة في حل النزاعات، خاصة في ظل التوترات بين إيران والولايات المتحدة. كما فتح الاتفاق الأبواب أمام الشركات الأوروبية للاستثمار في إيران، لا سيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية، ما عزز المصالح الاقتصادية المشتركة. تزامنًا مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، واجهت أوروبا تحديات كبيرة في الحفاظ على الاتفاق وحماية مصالحها الاقتصادية. أنشأت آلية “إنستكس” لتسهيل التجارة مع إيران بعيدًا عن العقوبات الأمريكية، إلا أن فعاليتها كانت محدودة. ورغم الضغوط، استمرت أوروبا في لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة لإحياء الاتفاق بعد عودة إدارة بايدن إلى المفاوضات. استمرار الالتزام الأوروبي بالاتفاق أو إعادة التفاوض عليه سيشكل عاملًا حاسمًا في تحديد طبيعة العلاقات الأوروبية-الإيرانية مستقبلاً.أمن دولي ـ هل من ضغوطات أوروبية على إيران بعد تغيير النظام في سوريا؟

ما أهمية الاتفاق النووي لأوروبا؟

تمثل أهمية الاتفاق النووي (JCPOA) بالنسبة لأوروبا نقطة محورية في استراتيجيتها تجاه إيران والشرق الأوسط ككل. ترى أوروبا أن الاتفاق النووي يمثل حجر الزاوية لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، وهو هدف يعتبره الأوروبيون ضروريًا لضمان استقرار الشرق الأوسط والعالم. المخاطر الناتجة عن انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، إذا لم يتم السيطرة عليها، قد تؤدي إلى سباق تسلح إقليمي بين دول الشرق الأوسط، مما يرفع من احتمالية النزاعات العسكرية. الأوروبيون يعتبرون الاتفاق النووي نموذجًا ناجحًا لحل النزاعات الدولية عبر الوسائل الدبلوماسية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران. بالنسبة لأوروبا، فإن الحفاظ على الاتفاق يعكس التزامها بمبدأ التعددية في السياسة الدولية ودورها كقوة دبلوماسية مؤثرة. علاوة على ذلك، فإن الاتفاق النووي فتح المجال أمام فرص اقتصادية ضخمة للشركات الأوروبية، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، حيث تعتبر إيران سوقًا واعدة تمتلك احتياطات نفط وغاز كبيرة.أمن دولي ـ ما هي أهداف روسيا من التعاون مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي؟

ما تأثير الاتفاق النووي على النفوذ الإيراني الإقليمي؟

يعتبر الاتفاق النووي أداة استراتيجية للحد من الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة. تشمل هذه الأنشطة دعم الفصائل المسلحة مثل حزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى التدخل في النزاعات الإقليمية في سوريا والعراق ولبنان. في حال تم تعزيز الاتفاق النووي، قد تسعى أوروبا إلى تشجيع إيران على لعب دور أكثر إيجابية في النزاعات الإقليمية، ما يسهم في تهدئة الأوضاع وإيجاد تسويات سياسية. من جهة أخرى، إذا انهار الاتفاق، ستتفاقم التوترات وقد تتخذ أوروبا مواقف أكثر تشددًا، تشمل دعم عقوبات أوسع على إيران. انهيار الاتفاق النووي قد يدفع إيران إلى توسيع برنامجها النووي وتعزيز نفوذها العسكري في المنطقة، ما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي. بالنسبة لأوروبا، فإن انهيار الاتفاق سيعني تصعيدًا كبيرًا في التوترات وصعوبة أكبر في التعامل مع إيران. في المقابل، فإن تعزيز الاتفاق يمكن أن يفتح المجال أمام تحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية، ويوفر منصة لأوروبا للتأثير على سياسات إيران الإقليمية بشكل أكبر.

سيناريوهات التأثير على العلاقة مع إيران

سيناريوهات تأثير انهيار أو استمرار الاتفاق النووي على العلاقات بين أوروبا وإيران يمكن توضيحها كتالي:

أولًا: استمرار الالتزام بالاتفاق النووي: في حال استمرار الالتزام بالاتفاق وتعزيز العمل ببنوده، يمكن أن يشهد التعاون الأوروبي ـ الإيراني تحسنًا ملحوظًا. سيكون لهذا تأثير إيجابي على العلاقات الاقتصادية، حيث تسعى الشركات الأوروبية إلى الاستثمار في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا في إيران. كما قد تشجع أوروبا طهران على لعب دور أكثر إيجابية في تسوية النزاعات الإقليمية، مثل الأزمات في سوريا واليمن، من خلال مبادرات دبلوماسية مشتركة ومشاريع تعاون تنموي تهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة.

ثانيًا: الحد من التوترات الإقليمية: استمرار العمل بالاتفاق النووي قد يسهم في تقليل احتمالات التصعيد العسكري بين إيران ودول أخرى في المنطقة، وهو ما يخدم المصالح الأمنية لأوروبا بشكل مباشر. بفضل هذا الاتفاق، يمكن للأطراف الدولية تخفيف الضغوط العسكرية والسياسية، مما يتيح بيئة أكثر استقرارًا للتعاون الأمني والدبلوماسي بين أوروبا وإيران. كما أن تقليل التوترات يساعد في منع أي أزمات لاجئين جديدة قد تنتج عن الصراعات الإقليمية، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للدول الأوروبية.

ثالثًا: إعادة التفاوض أو صياغة اتفاق جديد:في حالة التوجه نحو إعادة التفاوض، قد تدعم أوروبا تضمين ملفات إضافية مثل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني أو الأنشطة الإقليمية لطهران في أي اتفاق جديد. هذا التوجه قد يضمن استقرارًا أوسع في المنطقة ويعزز فرص تحسين العلاقات الثنائية. إذا أبدت إيران مرونة في التفاوض وتقديم تنازلات، فقد يؤدي ذلك إلى بناء الثقة مع الدول الأوروبية وفتح آفاق جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي. ومع ذلك، يبقى هذا السيناريو معتمدًا بشكل كبير على قدرة الأطراف على تجاوز الخلافات الرئيسية وصياغة حلول وسط تلبي المصالح المشتركة.

الضغوط الأمريكية وتأثيرها على الموقف الأوروبي

لطالما كان التحالف الأوروبي – الأمريكي عنصرًا مؤثرًا في صياغة سياسات أوروبا تجاه إيران. منذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات قاسية على إيران، واجهت الدول الأوروبية ضغوطًا كبيرة للتماشي مع الموقف الأمريكي. ومع عودة إدارة بايدن إلى المفاوضات، حاولت أوروبا التوفيق بين مصالحها الاقتصادية ودورها كوسيط دبلوماسي. لكن استمرار الضغوط الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالنفوذ الإيراني الإقليمي، قد يدفع أوروبا إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة، خصوصًا إذا تصاعدت التوترات في المنطقة. من جهة أخرى، قد تكون هناك مساحة للتعاون الأوروبي – الأمريكي في صياغة اتفاق جديد يشمل ملفات إضافية مثل برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ودور إيران في النزاعات الإقليمية. لكن نجاح هذا التعاون يعتمد على مدى مرونة إيران في التفاوض، وهو أمر لا يزال غير واضح في ظل التوترات الحالية.

القضايا الحقوقية وتأثيرها على العلاقات

تمثل قضايا حقوق الإنسان محورًا أساسيًا في السياسة الخارجية الأوروبية. تواجه إيران انتقادات مستمرة من أوروبا بسبب الانتهاكات الحقوقية الداخلية، مثل قمع الاحتجاجات والتمييز ضد الأقليات، بالإضافة إلى دورها في تأجيج الصراعات الإقليمية. في حال حدوث تغيير في النظام السوري، قد يزيد التركيز الأوروبي على هذه القضايا، خاصة إذا ارتبطت الانتهاكات الإيرانية بدعمها لنظام الأسد. أوروبا قد تستغل هذه القضايا كورقة ضغط على إيران، لكنها تدرك أيضًا أن التعاون مع طهران في بعض الملفات، مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، يتطلب توازنًا دقيقًا بين الضغط الحقوقي والحوار السياسي. ومع ذلك، فإن استمرار الانتهاكات الإيرانية قد يضع أوروبا أمام خيارات صعبة، تتراوح بين فرض عقوبات جديدة أو تقليص التعاون في مجالات أخرى.أمن دولي ـ هل تؤثر مخططات ترامب بشأن جرينلاند على أمن الناتو؟

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ  تمثل التحولات في العلاقات الأوروبية  ـ الإيرانية بعد تغيير النظام في سوريا مشهدًا معقدًا يتداخل فيه السياسي بالاقتصادي والاستراتيجي. يبقى الاتفاق النووي حجر الزاوية في هذه العلاقات، حيث يحدد استمراره أو انهياره الاتجاهات المستقبلية. كما أن الضغوط الأمريكية والقضايا الحقوقية تلعب دورًا محوريًا في صياغة الموقف الأوروبي. في النهاية، تعتمد طبيعة هذه العلاقات على مدى قدرة أوروبا وإيران على التوصل إلى تفاهمات تحقق التوازن بين المصالح المشتركة والمخاوف الأمنية والسياسية.

ـ  تُظهر التحولات في العلاقات الأوروبية ـ الإيرانية أن هذه العلاقات ستظل مرهونة بالتوازن الدقيق بين المصالح السياسية والاقتصادية. على المدى القريب. سيظل الاتفاق النووي نقطة ارتكاز أساسية في أي حوار بين الطرفين. أوروبا تدرك أن بقاء الاتفاق أو تحسينه قد يُسهم في تعزيز أمنها واستقرار الشرق الأوسط، بينما انهياره سيزيد من التحديات الأمنية والسياسية. ومع ذلك، فإن تحقيق توازن بين التزامها بالاتفاق وضغوط الولايات المتحدة ليس بالأمر السهل، ما قد يدفعها إلى اتخاذ مواقف أكثر حذرًا.

ـ  قد تعتمد طبيعة العلاقات الأوروبية  ـ الإيرانية، على المدى البعيد، على مدى قدرة إيران على تقديم تنازلات في ملفات إقليمية شائكة مثل برنامج الصواريخ الباليستية ونفوذها في سوريا ولبنان واليمن. إذا تمكنت أوروبا من تعزيز موقفها كوسيط نزيه بين إيران والولايات المتحدة، فقد تتمكن من تحقيق تقدم ملموس في ملفات أخرى مثل حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية.

ـ رغم ذلك، لا يمكن تجاهل التحديات التي تواجه هذا المسار. الضغوط الأمريكية المستمرة، وتزايد التوترات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الأزمات الداخلية التي تواجهها إيران، قد تُعقّد أي جهود أوروبية للتقارب مع طهران. لذا فإن المستقبل سيعتمد على قدرة الطرفين على تجاوز العقبات والعمل نحو تحقيق مصالح مشتركة..

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=99988

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

Hurtling towards irrelevance: Iran-EU relations in 2024

https://bit.ly/4h6NCd7

Iran Is a Geopolitical Challenge for Europe

https://bit.ly/40hiwbv

Europe’s Relationship with Iran Has Never Been Worse

https://bit.ly/3C25CWF

How a new president changes Iran-EU relations and not

https://bit.ly/4ji3MBR

 

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...