الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ التحولات الدولية وصعود الخليج في موازين القوى

uae saudi
أبريل 21, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (3)

أمن دولي ـ التحولات الدولية وصعود الخليج في موازين القوى

شهد النظام الدولي تحولات بعد حرب أوكرانيا في فبراير 2022، وبرزت ملامح التعددية القطبية العالمية، ما أفسح المجال أمام دول الخليج، للاضطلاع بأدوار دبلوماسية في حل النزاعات الإقليمية والدولية. كما تزايد نفوذ الدول الآسيوية، لا سيما الصين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي وسعت من نفوذها السياسي بجانب دورها الاقتصادي التقليدي. ولك في ظل تراجع الدور الأمريكي في الشرق الأوسط نتيجة لتغير الأولويات الاستراتيجية.

ما هي التحولات في النظام الدولي بعد الحرب في أوكرانيا وتأثيره على نفوذ أسيا؟

أشار تقرير ميونيخ للأمن لعام 2025، تحت عنوان “التعددية القطبية”، صراحةً إلى أن العالم يعيش بالفعل في نظام متعدد الأقطاب. ويتماشى هذا التقييم مع الإجماع السائد في المجتمع الدولي. تُعد التعددية القطبية انعكاسًا مباشرًا لديناميكيات القوة العالمية المتغيرة. وهو ما يُعد دليلًا على مسار التعدد القطبي العالمي. وأفاد التقرير أن دول الجنوب العالمي أكدت على استقلاليتها في الشؤون العالمية.

أكدت “آنا جاكوبس” كبيرة المحللين في مجموعة الأزمات الدولية على أن “الصين باتت شريكا مهما للغاية للسعودية ما مهد الطريق أمام قيام البلدين بتعزيز العلاقات السياسية الثنائية بشكل متزايد”. وأضافت “جاكوبس” : أن الوساطة الصينية بين السعودية وإيران تعتبر تحولا من النفوذ الصيني الاقتصادي التقليدي في المنطقة إلى مشروع لنفوذ سياسي واضح عبر حل النزاعات ودعم جهود التهدئة في المنطقة”.

كيف يؤثر الموقع الاستراتيجي والاقتصادي لدول الخليج على موازين الأمن الدولي؟

تتمتع منطقة الخليج العربي بمكانة عالمية مرموقة، بفضل موقعها الجغرافي، مما جعلها حلقة وصل بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأروبا. شكل الموقع الجغرافي لدول الخليج نقطة تماس رئيسية للقواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في أوروبا، وامتداداً لها في المحيط الهندي، وقد انجذبت الإدارات الأمريكية إلى هذه المواقع منذ الحرب الباردة.

تشهد دول الخليج تحولاً اقتصادياً وتعمل على تنويع اقتصاداتها وتعزيز جاذبيتها للمستثمرين المحليين والدوليين. وينعكس ذلك في أداء أسواق الأسهم والسندات وأسواق الطاقة. من المتوقع أن تنمو اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل يقارب (4%) سنويًا حتى العام 2030، أي أكثر من ضعف معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للاقتصادات المتقدمة. ويحتوي الخليج العربي على ثلثي احتياطي النفط المكتشف في العالم، كما يُنتج أكثر من (25%) إجمالي الإنتاج العالمي من النفط ويخزّن قرابة ثلث إجمالي الاستهلاك العالمي.  أمن دولي ـ هل تم تهميش دول أوروبا في مفاوضات ترامب وبوتين؟

لماذا تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط وصعود الدور الخليجي؟

قوّضت الولايات المتحدة بنية الردع الاستراتيجي لها في الشرق الأوسط، ويُنظر إلى تراجع شعبية الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب تنامي شعبية روسيا والصين، بشكل إيجابي في معظم دول الشرق الأوسط وآسيا حسب استطلاع للرأي في الثامن من مايو 2024. حيث خلص الاستطلاع إلى تراجع شعبية أميركا كقوة عالمية خاصة في دول الشرق الأوسط والدول العربية لا سيما بعد دعم واشنطن الثابت لإسرائيل في حربها في غزة.

أفاد تقرير في 24 سبتمبر 2024  أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية بدلاً من الإبقاء على عقوبات صارمة ومعوقة اقتصاديًا على إيران، أفرجت عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة وسمحت لإيران بمضاعفة صادراتها النفطية. كما أنها لم تُقلص برنامج طهران للأسلحة النووية أو أنشطتها المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

أثر تراجع قيادة الولايات المتحدةالأمريكية وتغير الأولويات بشكل عميق على كيفية رؤية قادة الخليج للعالم. فقد أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” عن التحول إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ في عام 2012. ثم رفض الرئيس الأم يكي “دونالد ترامب” التدخل بعد الهجمات الإيرانية على البنية التحتية النفطية السعودية في عام 2019. وفي عام 2021 جاء الانسحاب الكارثي للولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان. وقد ساهم كل هذا في رسم صورة في الخليج للولايات المتحدة الأمريكية غير الموثوقة في حالة تدهور.

ما دور المملكة العربية السعودية كوسيط في الصراعات الدولية؟

عززت المملكة العربية السعودية علاقاتها مع كل من الصين وروسيا، على سبيل المثال، انضمت إلى مجموعة البريكس، ورفضت إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، وطلبوا مساعدة الصين في استعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران. بعد تجاهل الرئيس الأمريكي السابق “جو بايدن” المصالح الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية في المنطقة، كما رفضت المملكة العربية السعودية طلبات الرئيس الأمريكي السابق “جو بايدن” بزيادة إنتاج النفط. أمن دولي ـ التطور الدبلوماسي لموقف ألمانيا تجاه حل الدولتين: إسرائيل وفلسطين

تحتاج واشنطن إلى دعم إقليمي لتعزيز شراكاتها ومواجهة خصومها بفعالية. ويُعد دعم المملكة العربية السعودية أساسيًا في هذا السياق، لما تملكه من علاقات دبلوماسية مع دول عربية متعددة، ومن خلال الدعم السعودي، تستطيع واشنطن الحد من نفوذ إيران والصين، والمساعدة في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتفاوض على الاتفاق النووي الإيراني. ورغم تعدد العوامل، فإن دعم المملكة العربية السعودية يبقى عنصرًا لا غنى عنه في تحقيق هذه الأهداف.

تستثمر المملكة العربية السعودية بشكل كبير في الاستقرار العالمي باعتبارها أكبر منتج للنفط في العالم، وتدرك أن الصراعات المطولة والعقوبات تؤدي إلى تعطيل أسواق الطاقة. فعلى سبيل المثال في أوكرانيا تعمل المملكة العربية السعودية على ترسيخ دورها كوسيط في الصراعات الدولية، مستفيدة من علاقاتها العالمية حيث أظهرت المملكة العربية السعودية قدرتها على تسهيل المفاوضات، من خلال توسطها في تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.

أعلنت المملكة العربية السعودية، أنها ستكون مستعدة لاستضافة قمة بين الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتن”، لإنهاء حرب أوكرانيا المستمرة منذ فبراير 2022. كما وسعت المملكة العربية السعودية جهود الوساطة إلى مناطق صراعات أخرى في العالم، حيث توسطت في إبرام صفقات في السودان وإيران وسوريا. ووقع وزيرا الدفاع اللبناني والسوري في مدينة جدة السعودية اتفاقية أمنية تهدف إلى مواجهة التهديدات الحدودية.

جهود الدبلوماسية لدولة الإمارات العربية المتحدة في تخفيف حدة الصراعات الدولية

تعد القوات الجوية لدولة الإمارات العربية المتحدة شريك مهم وموثوق به في المنطقة منذ سنوات عديدة. ويوفر هذا التعاون زخمًا مهمًا، ومن ثم فإن دعم دول الشرق الأوسط مهم في ضوء الانتشار المنتظم المخطط له للطائرات العسكرية الألمانية في منطقة المحيط الهادئ في المستقبل. حيث تشارك القوات الجوية الألمانية في مناورات تبدأ خلال أبريل 2025 في الإمارات العربية المتحدة بطائرات مقاتلة، تشارك في المناورات  دول خليجية أخرى كقطر، والبحرين، والمملكة العربية السعودية

تنظر إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” إلى حلفائها الخليجيين، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك رئيسيي في الشرق الأوسط. حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على دور محوري في المفاوضات المتعلقة بحرب غزة. كما قررت الإمارات العربية المتحدة استخدام الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية لدعم أهل غزة. ونظمت الإمارات العربية المتحدة مليات إجلاء جرحى غزة جواً إلى أبوظبي عبر إسرائيل. أبلغ “محمد بن زايد آل نهيان” رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وزير الخارجية الأمريكي “ماركو روبيو” معارضته لخطة تهجير الفلسطينيين من غزة 20 فبراير 2025.

ساهم توسط دولة الإمارات العربية المتحدة بين روسيا وأوكرانيا في تبادل (50) أسيرًا بين روسيا وأوكرانيا، ليرتفع إجمالي عدد الأسرى الذين تم تبادلهم بوساطة الإمارات إلى (2583) منذ بدء جهودها. وهذه هي عملية تبادل الأسرى الـ(11) التي تسهلها الإمارات منذ عام 2024. مما يمثل خطوة مهمة في الجهود الدبلوماسية الجارية لتخفيف التوترات بين البلدين. أمن دولي ـ هل من ضغوطات أوروبية على إيران بعد تغيير النظام في سوريا؟

يقول “نيكولاي ملادينوف” الدبلوماسي البلغاري والزميل الزائر بمعهد واشنطن “كان من الضروري ضمان الاتفاق بين المفوضية الأوروبية وقبرص والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشأن تفعيل الممر البحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وخلال فترة عضويتها الناجحة لمدة عامين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (2022-2023)، ركزت دولة الإمارات العربية المتحدة على أن تكون وسيط بين الشمال والجنوب العالميين. وقد نجح هذا النهج في كسب الدعم لمبادراتها من خلال تبني أسلوب وساطة إيجابي يركز على تحقيق أهداف عامة”.

تقييم وقراءة مستقبلية

– يمثل الموقع الاستراتيجي، والنفوذ الاقتصادي، والقدرات الدبلوماسية المتنامية لدول الخليج لاعبا أكثر فاعلية في تشكيل نتائج النزاعات الإقليمية والدولية. كما يعد مشاركة دول الخليج في جهود الوساطة دليلٌ على تنامي نفوذ القوى المتوسطة في السياسة الدولية. وهو انعكاسٌ لجهود الوسطاء التقليديين في التكيف مع تعقيدات عالمٍ متعدد الأقطاب ومترابط ومتشابك بشكلٍ متزايد.

– إن نفوذ المملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط له دورا حاسماً كوسيط في حل الصراعات، واستعدادها للانخراط في الدبلوماسية والمفاوضات. و تستطيع واشنطن من خلال الحفاظ على علاقات قوية مع الدبلوماسية السعودية في دفع استراتيجيتها الأوسع في الشرق الأوسط إلى الأمام مع ضمان بقاء المملكة منسجمةً مع جهود السلام التي يقودها الغرب.

– إن تنامي الحاجة للطاقة يجعل من منطقة الخليج العربي المنطقة الوحيدة في العالم، التي تملك قدرات إضافية كبيرة تؤهلها لتلبية الطلب العالمي للطاقة المتزايد، لاسيما احتياجات الدول ذات الاقتصاد المزدهر.

– بات متوقعا أن تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً رئيسياً في وقت وصلت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وإيران إلى نقطة المواجهة المحتملة بشأن البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن تطلع المنطقة إلى ما هو أبعد من الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.

– من المرجح أن يستمر دور دول الخليج في الوساطة الدولية في التطور والتوسع، متأثرًا بعوامل مختلفة، منها المشهد الجيوسياسي المتغير، والتقدم التكنولوجي. وستساهم دول الخليج تحول ديناميكيات القوة العالمية نحو عالم أكثر تعددية الأقطاب.

– من المحتمل أن تسعى دول الخليج إلى بناء شراكات جديدة بما في ذلك مع الصين لتطوير سياسات خارجية أكثر مرونة وطموحًا واستقلالية، وويُمكن لمنطقة الخليج أن تُرسي معيارًا جديدًا للحوكمة المرنة.

رابط مختصر.  https://www.europarabct.com/?p=103269

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

US popularity shrinks worldwide, new report says
https://tinyurl.com/ccws7j5n

Four Years of U.S. Failure in the Middle East | Opinion
https://tinyurl.com/329n4n2k

The Arab Approach to Mediation—Reshaping Diplomacy in a Multipolar World
https://tinyurl.com/3brk4efz

East meets middle: China’s blossoming relationship with Saudi Arabia and the UAE
https://tinyurl.com/53kjk3ab

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...