خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن غارات جوية ضد جماعة الحوثي المدعومين من إيران في اليمن، حيث استهدفت الغارات الأميركية منطقة “الجراف” شمال صنعاء، حيث يقطن عدد كبير من ممثلي جماعة الحوثي. وأصدرت واشنطن تحذيرا لطهران. ويرجع استهداف واشنطن لجماعة الحوثي لليمن لعدة أسباب أبرزها.
أولا التهديد للشحن العالمي
بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن العسكرية والتجارية في أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم بعد وقت قصير من بدء الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
وأكد الحوثيون إنهم يستهدفون السفن في البحر الأحمر المرتبطة بإسرائيل أو حلفائها – الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة – تضامنا مع الفلسطينيين، لكن بعض السفن كانت لها صلة ضئيلة أو معدومة بالحرب.
تشير التقديران إلى استهداف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة، فأغرقوا سفينتين وقتلوا 4 بحارة، حتى دخول وقف إطلاق النار الحالي في غزة حيز التنفيذ منتصف يناير 2025. كما أُعترضت صواريخ وطائرات مسيّرة أخرى أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، بما في ذلك أهداف عسكرية غربية.
توقفت الهجمات خلال وقف إطلاق النار، لكن الحوثيين أعلنوا في مارس 2025 استئناف هجماتهم ضد “أي سفينة إسرائيلية” بعد أن قطعت إسرائيل جميع إمدادات المساعدات عن غزة للضغط على حماس خلال محادثات تمديد الهدنة. وأوضح الحوثيون أن التحذير يؤثر على خليج عدن ومضيق باب المندب وبحر العرب. ولم يتم الإبلاغ عن أي هجمات للحوثيين منذ ذلك الحين.
يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 15 مارس 2025 أثناء إعلانه عن الغارات الجوية: “لقد كلفت هذه الهجمات المتواصلة الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي مليارات الدولارات، وفي الوقت نفسه، عرضت أرواح الأبرياء للخطر”.
ثانيا التهديد للولايات المتحدة وإسرائيل
ويسيطر الحوثيون على مناطق واسعة، خاصة في شمال اليمن. بعد اندلاع حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، بدأت بمهاجمة السفن التي يُزعم ارتباطها بإسرائيل، وكذلك إسرائيل نفسها، دعماً لحماس. حيث يمر أحد أهم طرق الشحن للتجارة العالمية على طول ساحل اليمن.
شهدت هجمات جماعة الحوثي السابقة استهداف السفن الحربية الأميركية وغيرها من السفن الغربية بشكل متكرر، مما أشعل أخطر قتال شهدته البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية. وسبق للولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة الرئيس السابق جو بايدن، وكذلك إسرائيل وبريطانيا، أن شنّت ضربات جوية على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. لكن مسؤولًا أمريكيًا صرّح بأن عملية 15 مارس 2025 نُفّذت من قِبل الولايات المتحدة وحدها.
تتواجد مجموعة حاملة الطائرات الهجومية يو إس إس هاري إس ترومان ، التي تضم حاملة الطائرات وثلاث مدمرات وطرادًا بحريًا، في البحر الأحمر، وكانت جزءًا من مهمة 15 مارس 2025. كما تعمل غواصة صواريخ كروز يو إس إس جورجيا في المنطقة.
ثالثا الضغط على إيران
تهدف الضربات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية في 15مارس 2025 إلى الضغط على إيران، التي دعمت الحوثيين كما دعمت حماس وغيرها من الوكلاء في الشرق الأوسط. وتعهد ترامب بتحميل إيران “المسؤولية الكاملة” عن تصرفات الحوثيين.
أعادت وزارة الخارجية الأميركية في مارس 2025تصنيف الحوثيين كـ”منظمة إرهابية أجنبية”، وهو التصنيف الذي يفرض عقوبات على أي شخص يقدم “دعما ماديا” للمجموعة. كما ضغطت إدارة ترامب على إيران لاستئناف المحادثات الثنائية بشأن برنامجها النووي المتطور، حيث وجّه ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى للبلاد.
قد أعلن ترامب، الذي انسحب من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني لعام ٢٠١٥ مع القوى العالمية، أنه لن يسمح بتفعيل البرنامج. كما فرض ترامب عقوبات جديدة على إيران كجزء من حملته “للضغط الأقصى” ضد البلاد، وأشار إلى أن العمل العسكري لا يزال احتمالا قائما، في حين أكد أنه لا يزال يعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
تداعيات الهجمات الأمريكية على جماعة الحوثي
فر قياديون في جماعة الحوثي في اليمن من العاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها إلى المناطق الريفية، عقب الغارات الجوية الأميركية. وصدرت تعليمات لأعضاء رفيعي المستوى بمغادرة منازلهم بسبب التهديد بمزيد من الضربات الجوية الأميركية. ويتجنب الأعضاء داخل الجماعة الأماكن العامة وعدم الكشف عن أماكن تواجد كبار المسؤولين الحوثيين.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=102110