الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ إعادة توجيه السياسة الأوروبية ألدفاعية، مؤتمر منتدى باريس للدفاع والاستراتيجية

مارس 12, 2025

 المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI، وحدة الدراسات والتقارير “1”

أستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 11 مارس 2025، رؤساء أركان الجيوش الأوروبية في اجتماع سري مغلق، على هامش أعمال منتدى باريس للدفاع والاستراتيجية، حيث يناقش وزراء الدفاع الأوروبيين مواضيع أمنية على رأسها الدعم الأوروبي لأوكرانيا ووضع الخطوط العريضة للدفاع الأوروبي المشترك، في خضم الرهانات والتحديات التي يواجهها الأوروبيون مؤخرا.

غادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسبوعين إلى البيت الأبيض حاملاً اقتراحًا يقضي بهدنة لمدة 30 يومًا لاختبار نوايا روسيا تجاه السلام. وقد استقبل ماكرون إعلان الهدنة من جدة بحماس، مثنيًا على التقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وخاصة فكرة وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا. وكتب ماكرون على منصة “إكس”: “الكرة الآن في ملعب روسيا”.

عندما تم الإعلان عن نتائج المفاوضات في جدة، كان ماكرون مجتمعًا في المدرسة العسكرية في باريس مع رؤساء أركان 34 دولة لمناقشة مساهماتهم المحتملة في أمن أوكرانيا. ورغم أن هناك من رأى أن هذه التحركات قد تكون منسقة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلا أن باريس لم تسعَ إلى نفي ذلك. وأكد ماكرون أن “الوقت قد حان لأوروبا لتفرض ثقلها بالكامل، من أجل أوكرانيا ومن أجل نفسها”.

كان ماكرون من أوائل القادة الذين أعربوا عن استعدادهم للمشاركة في خطة أمنية تضمن حماية أوكرانيا. ورغم أن المستشار الألماني أولاف شولتس كان قد رفض علنًا هذه الفكرة قبل عام، فإن المناقشات الآن تجاوزت الحلول الأوروبية الأولية. وشاركت في المباحثات وفود عسكرية من أستراليا ونيوزيلندا واليابان، التي تدعم بالفعل الجيش الأوكراني وتسعى إلى توسيع مساعداتها وربما إرسال قوات لحفظ السلام.

خيارات حفظ السلام في أوكرانيا

لم يكن حضور حلفاء الناتو مثل بريطانيا وكندا وأيسلندا وتركيا ومقدونيا الشمالية وألبانيا والجبل الأسود والنرويج مفاجئًا، لكنه عكس أن الاتحاد الأوروبي ليس الإطار الحصري لحل الأزمة. وشارك المفتش العام للجيش الألماني، كارستن بروير، في المناقشات.

وصف رئيس الأركان الفرنسي، الجنرال تييري بوركار، الاجتماع بأنه “مرحلة حاسمة”، موضحًا أنه تم التوصل إلى “خيارات قوية” لحفظ السلام في أوكرانيا، والتي سيتم تقديمها للجهات السياسية للموافقة عليها. ومن المقرر أن تبدأ التخطيط التفصيلي لهذه الخيارات الأسبوع المقبل بمشاركة رؤساء الأركان الذين تدعم حكوماتهم هذه المبادرات.

تتضمن الخطط الأولية مساهمات عسكرية لمراقبة الهدنة، يتبعها نشر قوات لحفظ السلام للإشراف على وقف إطلاق النار المحتمل. وفقًا للرؤية الفرنسية، لن يتم نشر هذه القوات على الجبهات، بل في مناطق أخرى من البلاد، خاصة بالقرب من البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة. وتركز الخطة بشكل أساسي على تزويد الجيش الأوكراني بالمعدات اللازمة وتعزيز قدراته.

أعرب ماكرون عن دعمه لتقديم اقتراح ملموس للأمريكيين والأوكرانيين، مشيرًا إلى أن “تسارع وتيرة محادثات السلام” يتطلب انتقال الحلفاء من مرحلة المفاهيم إلى “خطة تضمن أمنًا موثوقًا به” لتحقيق “سلام دائم ومستقر” في أوكرانيا. وأكد قصر الإليزيه أن هذه الضمانات الأمنية يجب أن تكون متصلة بإمكانيات الناتو.

وفي مؤتمر “منتدى باريس للدفاع والاستراتيجية” المنعقد للفترة 11 ت 13 مارس 2025، شدد السفير الفرنسي لدى الناتو، ديفيد كفاك، على أن النقاش يجب ألا يقتصر على تعويض القدرات الأمريكية، بل يجب أن يركز على نقل المزيد من المسؤولية إلى الأوروبيين. وتستمر المشاورات بعد ظهر الأربعاء في اجتماع وزراء دفاع فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا في باريس.

ما هي مخارج اجتماع الدول الخمس المتوقعة؟

في إطار الجهود الأوروبية لتعزيز الدعم لأوكرانيا وتطوير الدفاع المشترك، استضافت باريس اجتماعًا لرؤساء أركان الجيوش الأوروبية، بمشاركة 32 دولة، لمناقشة سبل ضمان “السلام المستقبلي في أوكرانيا” وتعزيز البنية الدفاعية الأوروبية.  من المتوقع أن تسفر هذه الاجتماعات عن عدة نتائج رئيسية، منها:

ـ تعزيز الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا: يتوقع أن تلتزم الدول الأوروبية بتقديم مزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا لتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية.

ـ تعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي: قد يتم الاتفاق على تعزيز التعاون الدفاعي بين الدول الأوروبية، بما في ذلك تطوير قدرات عسكرية مشتركة وتنسيق استراتيجيات الدفاع.

ـ مناقشة نشر المظلة النووية الفرنسية: من المحتمل أن يتم التطرق إلى مسألة نشر المظلة النووية الفرنسية لحماية الدول الأوروبية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.  تهدف هذه الخطوات إلى تعزيز الأمن والاستقرار في أوروبا وضمان دعم مستدام لأوكرانيا في مواجهة التحديات الراهنة.

ـ إمكانية نشر قوات أوروبية في أوكرانيا : بعد التوصل إلى اتفاق سلام، مع احتمال أن تقود فرنسا والمملكة المتحدة هذا الانتشار، دون المشاركة في القتال. تأتي هذه الخطوات في إطار سعي أوروبا لتحقيق استقلالية دفاعية وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في المجال الأمني.

تقييم وقراءة مستقبلية

ـ يسعى ماكرون لتعزيز دور أوروبا كطرف فاعل في الأمن الإقليمي، وليس مجرد تابع للولايات المتحدة. وهو يؤكد أن أوروبا يجب أن تتحمل مسؤولياتها بدلاً من الاعتماد الكلي على القدرات الأمريكية.

ـ يعكس اقتراحه بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا رغبة في اختبار جدية روسيا تجاه السلام، مع إبقاء الضغوط العسكرية قائمة.

ـ إن مشاركة 34 دولة، بما في ذلك دول غير أوروبية مثل أستراليا واليابان، توضح أن الأزمة الأوكرانية أصبحت قضية أمن دولي وليست أوروبية فقط.

ـ التنسيق مع ترامب يثير تساؤلات حول احتمالية تأثير الانتخابات الأمريكية المقبلة على مستقبل السياسة الأوروبية تجاه أوكرانيا.

ـ الحديث عن نشر قوات لحفظ السلام يشير إلى مرحلة جديدة من التدخل الغربي في أوكرانيا، تتجاوز الدعم العسكري التقليدي إلى وجود ميداني محتمل.

ـ استهداف حماية البنية التحتية وليس الجبهات يعكس إدراكًا للتحديات اللوجستية والمخاوف من تصعيد مباشر مع روسيا.

ـ وجود دول مثل تركيا وألبانيا ومقدونيا الشمالية يعكس موقفًا موحدًا لحلف الناتو، رغم الخلافات الداخلية بين بعض أعضائه.

ـ دور ألمانيا يبدو أكثر تحفظًا، حيث لم يصدر عن شولتس مواقف قوية مثل ماكرون، مما يعكس استمرار الخلافات بين باريس وبرلين حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية.

ـ إن نجاح المبادرة الفرنسية يعتمد على تجاوب روسيا، التي قد ترى هذه التحركات بمثابة تصعيد غربي.

ـ إشراك قوات لحفظ السلام قد يثير مخاوف من انخراط عسكري أكبر، مما يجر أوروبا إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.

ـ قدرة الأوروبيين على تحمل “نقل العبء” من الولايات المتحدة ليست مضمونة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والضغوط الداخلية في العديد من الدول الأوروبية.

ـ في ظل التحديات الأمنية الحالية، تسعى الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا، المملكة المتحدة، إيطاليا، وبولندا، إلى تعزيز قدراتها الدفاعية ودعم أوكرانيا بشكل مستقل عن الولايات المتحدة. في هذا السياق، استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعًا لرؤساء أركان جيوش 32 دولة أوروبية، بالإضافة إلى قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لمناقشة سبل ضمان “السلام المستقبلي في أوكرانيا” وتعزيز البنية الدفاعية الأوروبية

يبدو إن ماكرون يحاول إعادة توجيه السياسة الأوروبية نحو مزيد من الاستقلالية في التعامل مع أزمة أوكرانيا، مع الحفاظ على الشراكة مع الناتو. لكن التحدي الأكبر هو مدى قدرة هذه المبادرة على تحقيق نتائج ملموسة دون إثارة رد فعل روسي قد يزيد الوضع تعقيدًا.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI،

https://www.europarabct.com/?p=101951

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...