بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)
أمن دولي ـ سيناريوهات العلاقات الخليجية ـ الإيرانية بعد الضربة الأميركية لمفاعل “فوردو” النووي
يمكن القول بإن البرنامج النووي الإيراني سبباً رئيسياً وراء نشوب حرب الـ (12) يوماً بين إسرائيل وإيران، وانضمت الولايات المتحدة لجانب إسرائيل بإسقاط (12) قنبلة خارقة للتحصينات على مفاعل “فوردو” وقذيفتين على مفاعل “نطنز”، وصواريخ كروز وتوماهوك على مفاعل “أصفهان”. وحملت تصريحات رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال دان كين، إشارة واضحة إلى تخطيط مسبق لقصف مفاعل فوردو منذ (15) عاماً، الأمر الذي يؤكد على أهمية هذا المفاعل في البرنامج النووي الإيراني، واختلاف بنيته التحتية عن باقي المنشآت النووية الإيرانية، ما يعني أن الضربة الأمريكية على هذا المفاعل، ستدخل البرنامج النووي الإيراني إلى مرحلة مختلفة، قد يترتب عليها حسابات معقدة سواء في الداخل الإيراني أوعلى مستوى العلاقات مع دول المنطقة وواشنطن إضافة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
هل ستعيد إيران بناء البرنامج النووي سراً أم علناً؟
يتميز موقع فوردو بمكانة خاصة داخل البنية التحتية الإيرانية، ويعد خياراً بديلاً في حال تعرض “نطنز” لتدمير، فموقعه العميق يقترب من (100) متر تحت الأرض في جبل صخري، يجعله من أصعب الأهداف القابلة للتدمير، لذا تضاربت الأنباء حول حجم الأضرار التي لحقت به جراء الضربات الأمريكية.
صُمم فوردو بغرض البقاء الاستراتيجي تحت ظروف التهديد، وبهدف إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه بمحطات الطاقة النووية. وبموجب الاتفاق النووي في 2015، وافقت إيران على تحويل فوردو لمركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة، وتوقفت عن تخصيب اليورانيوم بداخله. وبانسحاب الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق، عادت أنشطة التخصيب للموقع، حتى وصلت نسبة التخصيب بداخله نحو (60%).
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في 27 يونيو 2025، إن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية خلفت أضراراً واسعة النطاق وخطيرة، في وقت يبحث فيه البرلمان الإيراني تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما يمتلك المرشد والمجلس الأعلى للأمن القومي بإيران سلطة لتنفيذ هذا القرار.
رغم تصريحات عراقجي بشأن استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات النووية مع واشنطن بشرط تهدئة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته، واصفاً التطورات الأخيرة بخيانة أمريكية للمباحثات، قال مندوب إيران بالأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في 28 يونيو 2025، إن بلاده قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب لدولة أخرى في حال التوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني.
تثار التساؤلات حول إمكانية إيران لإعادة بناء البرنامج النووي، في ظل تسريبات لصحيفة “نيويورك تايمز” وشبكة “سي إن إن”، بأن الأضرار بالمنشآت النووية قد تتراوح بين متوسطة إلى شديدة، في حين أكد دونالد ترامب أن المواقع قد تم تدميرها.
أشارت وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، إلى أن الضربات لم تؤخر البرنامج النووي الإيراني سوى بضعة أشهر، فإيران نقلت اليورانيوم المخصب بعيداً عن هذه المواقع قبل الهجمات، وكرر المسؤولون الإيرانيون الرواية نفسها. بينما أوضح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون راتكليف، أن المنشآت النووية الإيرانية بحاجة لسنوات لإعادة بنائها.
أوضح المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أن الهجوم لم يفعل شيئاً مهماً للمنشآت النووية، منوهاً لاستمرار طهران في برنامجها النووي. وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، على خطة منع أي انقطاع في الإنتاج أو الخدمات، خاصة بعد أن لحقت أضرار بمحطتي نطنز وفوردو.
تضمنت تصريحات المسؤولين بطهران، تأكيداً على أن بلادهم غير مستعدة للتخلي عن تخصيب اليورانيوم، شدد دونالد ترامب على أنه يريد من إيران التخلي عن البرنامج النووي بشكل كامل، مؤكداً أن بلاده ستضرب منشآت إيرانية مجدداً في حال استمراره.أمن دولي ـ الضغوطات الأوروبية المحتملة على إيران وإسرائيل في سياق الحرب الأخيرة
هل ستحاول إيران التصعيد النووي كورقة ضغط؟
منذ انسحاب واشنطن 2018، تقتنع إيران بأهمية تخصيب اليورانيوم بنسبة (90%) كرد فعل تصعيدي على موقف واشنطن والعقوبات الغربية التي فرضت عليها. تكونت السياسية الإيرانية على مدى العقد الماضي، بناءً على عدم الثقة في الولايات المتحدة، وتجددت هذه النظرية بالضربة الأمريكية التي تزامنت مع المفاوضات الأخيرة، خاصة وأن إيران فقدت كل أدوات الضغط التي كانت تمتلكها في الشرق الأوسط.
ربما تعيد إيران الترويج إلى أهداف تخصيب اليورانيوم، كنوع من تنويع موارد الطاقة، بهدف الأمن والاستقلال وليس شيئاً آخر، وهي الرواية التي اعتاد الجانب الإصلاحي ترويجها أثناء توقيع الاتفاق مع الغرب.
يقول الصحفي الأمريكي جاي سولومون، إن إيران تستغل التضارب حول الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية، وانتقاد المحاربين في إدارة باراك أوباما والجمهوريين المتشددين ضد العمل العسكري ضدها، للإعلان عن فشل الضربات الأمريكية على المفاعلات النووية بإيران، وأن الحل الدبلوماسي أكثر فعالية، خاصة أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية مازالت تحاول تحديد موقع (400) كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب المنتج بفوردو ونطنز، ما يشير إلى أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال يمثل تهديداً.
هل تعود طهران إلى سياسة “تصفير المشاكل”؟
رغم أن إغلاق مضيق هرمز كان ضمن خيارات إيران للرد على الضربات الأمريكية الإسرائيلية، فإن طهران لم تلجأ لهذا التصعيد، ووضعته كخيار نهائي في حال استمرار الحرب، خاصة وأنها أدركت أن الضربات الأمريكية لم تكن بهدف إسقاط النظام، وأن تداعيات إغلاق المضيق ستنعكس سلباً على حليفتها الصين، بانقطاع إمدادات النفط عنها، وأن أسواقاً آسيوية قد تتضرر من انقطاع أكثر من نصف صادرات الطاقة الخليجية، في لحظة تسعى طهران فيها لتشكيل تحالف دبلوماسي ضد أمريكا وإسرائيل، في ظل تحسن العلاقات الإيرانية الخليجية.
اكتفت طهران بتصويت البرلمان على مقترح إغلاق مضيق هرمز، وجعلته مرهوناً بمصادقة مجلس الأمن القومي، كوسيلة ردع لواشنطن وتل أبيب، في حال تضييق الخناق على الاقتصاد الإيراني وتوجيه ضربات جديدة ضد المنشآت النووية، لذا بدأ سياسيون إيرانيون بالتلميح إلى إغلاق انتقائي للمضيق، بحيث تصبح الأضرار محدودة ضد أهداف غربية، دون المساس بمصالح دول الخليج.
شنت إيران في 23 يونيو 2025، هجوماً بصواريخ ضد قاعدة “العديد” الأمريكية بقطر، رداً على الضربة الأمريكية ضد منشآتها النووية. تحذير إيران المسبق لإطلاق صواريخ ضد القاعدة العسكرية الأمريكية، ما أدى لعدم سقوط ضحايا ومحدودية تأثير الهجوم، يؤكد على رغبة إيران في احتواء التصعيد، وأن الضربة جاءت حفاظاً على ماء الوجه أمام الرأي العام الإيراني، وأكد مسؤولون بطهران أن القواعد الأمريكية نقطة ضعف لواشنطن، مشددين على أن الضربة بمثابة تذكير أن بلادهم لن تترك أي هجوم يهدد أراضيها وسيادتها.استخبارات ـ تقييم استخباراتي للهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية
مواقف دول الخليج من التصعيد بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة
تبنت دول الخليج خطاباً متوازناً تجاه التصعيد بين إيران وإسرائيل، وأعلنت دول الخليج حالة التأهب القصوى، داعيين طرفي الصراع لممارسة أقصى درجات ضبط النفس. أبدت دول الخليج قلقها تجاه الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، محذرة من تفاقم التصعيد بالمنطقة. دعت الإمارات إلى الوقف الفوري للتصعيد وحثت المملكة السعودية المجتمع الدولي لتكثيف الجهود للتوصل لحل دبلوماسي. ودعت الخارجية القطرية الأطراف، إلى العودة للمفاوضات، في أعقاب الهجوم الإيراني على قاعدة العديد. وأعربت سلطنة عمان، التي لعبت دوراً رئيسياً في الوساطة بين طهران وواشنطن، حول البرنامج النووي الإيراني، عن استنكارها لتدخل واشنطن على خط الأزمة بالضربات ضد طهران.
مستقبل الأذرع الإيرانية: حزب الله والفصائل العراقية المسلحة؟
تحد الحرب الإسرائيلية الإيرانية من دعم إيران لحزب الله اللبناني والفصائل العراقية المسلحة الموالية لها، وأوقف حزب الله في 25 يونيو 2025، لأجل غير مسمى مدفوعات التعويضات لمقاتليه، لصعوبة تشغيل فروع القرض الحسن التي استهدفتها إسرائيل، وتقليص إيران النقود بسبب فقدان الطرق الرئيسية لنقلها. استهدفت إسرائيل أشخاصاً بالحرس الثوري الإيراني مسؤولين عن تحويل الأموال لحزب الله. وقد يكون تعليق حزب الله للمدفوعات مؤشراً على أن إيران أعطت الأولوية لإصلاح الدمار جراء الحرب بدلاً من دعم وكلائها.
رغم تحذير حزب الله العراقي من استئناف هجماتها ضد القواعد الأمريكية بالمنطقة إذا تدخلت بالصراع، فإنه لم يشن أي هجوم رغم الضربات الأمريكية ضد إيران، نظراً لرفض العراق دخوله طرفاً في هذه التوترات، كونه حليفاً نادراً لكل من واشنطن وطهران، ويركز جهوده على استعادة الاستقرار وإعادة الأعمار.
التحولات المحتملة في السياسة الخارجية الإيرانية
اكتفت إيران بالرد على الضربات الأمريكية بالهجوم على قاعدة “العديد” الأمريكية، رغم أنها كانت تمتلك القدرة على شن هجمات إلكترونية على بنى تحتية أمريكية حيوية مثل “شبكات مالية وكهرباء وأنظمة مياه وأنابيب نفط”، وقد تخلف خسائر ما بين مئات المليارات وأكثر من تريليون دولار.
تتخوف إيران من إغلاق مضيق هرمز، وتعطيل أكثر من (20%) من إمدادات الطاقة، ورفع أسعار النفط إلى (150) دولاراً للبرميل، ما قد يقلص الإنتاج المحلي العالمي بنحو تريليون دولار سنوياً، في توقيت تعاني فيه طهران من ركود اقتصادي.
بإمكان إيران الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي بموجب المادة (10)، ما يسمح لها إعادة برنامجها النووي دون إشراف الوكالية الدولية للطاقة الذرية.
تصبح الطبيعة اللامركزية للحرس الثوري الإيراني طوق نجاة لطهران، رغم الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية، ومن المتوقع أن تتولي قوات الحرس الثوري ووكلاء إيران كالحوثيين مسؤولية الرد على أي هجمات محتملة من قبل واشنطن وتل أبيب.
رغم تراجع تصريحات الولايات المتحدة وإسرائيل، حول إسقاط النظام الإيراني، فإن طهران تضع خطة محتملة للتعامل مع هذا السيناريو، وأشارت تقارير من داخل إيران، إلى تسمية المرشد الإيراني علي خامنئي (3) أسماء كمرشدين لخلافته في حالة اغتياله، ونقل جزءاً من صلاحياته للحرس الثوري.
يبقى الحرس الثوري القوة الوحيدة القادرة على ملء الفراغ، لتغلغله داخل الدولة الإيرانية، والسيطرة على البنية التحتية والأصول العسكرية والاقتصادية. ويرى مستشار سابق بالخارجية الأمريكية توماس واريك، أن التصعيد الإسرائيلي الأمريكي سيقوي من نفوذ الحرس الثوري، الذي يعد الفائز الأرجح في حال انهيار الحكومة الحالية بطهران.استخبارات ـ ما عمق التسلل الاستخباراتي الإسرائيلي في إيران؟
دور الداخل الإيراني والضغط الشعبي
تعد الاحتجاجات الشعبية جزءاً من تاريخ إيران، ولكن لا يمكن التعويل عليها لتغيير النظام، وكشفت الضربات الإسرائيلية الأمريكية انخفاض شعبية النظام الإيراني، في ظل ارتفاع التضخم وزيادة نفوذ الأجهزة الأمنية. تقول متخصصة بالشؤون الإيرانية بكلية لندن للاقتصاد معصومة طرفة، إن “تغيير النظام فكرة خاطئة، ورغم وجود (80%) من الإيرانيين يرغبون في تغييره، لكن غياب معارضة موثوقة أو شخصية قيادية متفق عليها، تجعل عملية التغيير غير واردة”.
تنقسم المعارضة الإيرانية إلى مجموعات مؤيدة للملكية، ومنظمة “مجاهدي خلق” اليسارية، والأقليات العراقية كالأكراد والبلوشية، وحركات إصلاحية تدعو للديمقراطية.
تباينت مواقف المعارضة بشأن الحرب مع إسرائيل، بين أن هذه الضربات ستضعف النظام ما يمهد لسقوطه وإحداث تغيير، والرفض لهذا السيناريو وأن يحدث تغيير النظام من الداخل الإيراني.
قد تستغل بعض مجموعات المعارضة الإيرانية، الضعف الذي يعاني منه النظام الإيراني، وقبل الضربات الإسرائيلية، كان الاقتصاد بحاجة لاستثمارات تتجاوز (500) مليار دولار لمعالجة العجز الاقتصادي، وبالحرب الأخيرة تفاقمت هذه الأزمة، بتدمير البنية التحتية الحيوية وقطاع الطاقة، لذا طهران بحاجة لعشرات المليارات من الدولار لإعادة الإعمار، الأمر الذي قد يصبح شرارة لاندلاع الاحتجاجات مرة أخرى، خاصة وأن أحدث مسح لنفقات الأسر الإيرانية لعام 2023، يشير إلى أن أكثر من (80%) من الإيرانيين لا يلبون الاحتياجات اليومية.
تقييم وقراءة مستقبلية
– دخول واشنطن على خط الحرب الإسرائيلية ضد إيران، يعني تمسك الأخيرة بمسألة تخصيب اليورانيوم في المفاوضات الأخيرة، ورغبة ترامب في إحراز نجاحاً بإجبار طهران على القبول بشروط بلاده بالمباحثات في حال عودتها، ما يفسر الضربات على أهم مفاعلات إيران النووية “فوردو” والتهديد بالضرب مجدداً في حال العودة لتخصيب اليورانيوم.
– تصبح الروايات المتضاربة حول تأثر البرنامج النووي الإيراني بالضربات الأمريكية غير محسومة، فالرواية الأمريكية نفسها منقسمة بين تأكيد على تحقيق الهجمات أهدافها بتدمير البنية التحتية للمفاعلات النووية، والتشكيك في قوة هذه الضربات، وتظل الرواية الإيرانية قائمة على أن عملية نقل اليورانيوم المخصب تمت قبل الهجوم، وأن طهران استعدت لتأمين هذه المنشآت، وأن إصلاح الإضرار فيها يتطلب وقت ولكن لا يعيق البرنامج النووي، الأمر الذي قد يصبح مبرراً لإسرائيل لشن الحرب مرة أخرى ضد إيران، خاصة وأنها ألمحت إلى وضع استراتيجية تقويض برنامج إيران النووي والصاروخي.
– بلا شك تعاني إيران من أزمات بالداخل، عقب اكتشاف حجم الثغرات الأمنية داخل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية، وتكبدها خسائر مادية وبشرية غير مسبوقة، لذا من المرجح احتوائها للتصعيد، وظهر هذا واضحاً في قبول اتفاق وقف إطلاق النار بمجرد طرح واشنطن، وستستغل إيران المرحلة المقبلة لإعادة ترتيب صلاحيات المرشد الأعلى تحسباً لأي تطور وارد، ووضع خطة لإعادة إصلاح المنشآت النووية المتضررة، ووضع جدول زمني جديد لبرنامجها النووي، ما يعني أن إيران ستفرض قيوداً مشددة أكثر على هذه المعلومات، وتشدد من قبضتها الأمنية لمنع حدوث أي اختراق أمني لمؤسساتها.
– يبدو أن دول الخليج لا ترغب في تغيير النظام الإيراني ولا أن تتجدد الحرب بين إيران وإسرائيل، خشية من تبعات الأمر على حركة الملاحة في مضيق هرمز وباب المندب، وتصاعد الهجمات الانتقامية التي تشنها إيران ضد القواعد الأمريكية بالمنطقة، ما يضع دول الخليج في مأزق بين الانخراط في هذا التصعيد أو تجاهل الرد أوالانحياز لأي طرف من طرفي الصراع.
– يظل الحوثيون الورقة الوحيدة التي يمكن أن تلجأ لها إيران، كوسيلة ضغط على الغرب لإقناع الولايات المتحدة وإسرائيل، بالتراجع عن أي تصعيد محتمل، وهنا يبرز دور الوسطاء من الدول الأوروبية الثلاث “الترويكا” وسلطنة عمان إضافة إلى روسيا والصين، للتشاور معاً وتقديم حلول بشأن البرنامج النووي الإيراني، وفي الوقت نفسه لن تبادر إيران بالتصعيد العسكري.
ـ إن رغبة الولايات المتحدة الراهنة بشأن إنهاء حرب غزة، تشير إلى رغبتها لاستدامة وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، خاصة في حال العودة إلى طاولة المفاوضات، والتوصل لاتفاق شبه نهائي مع إيران، مع تراجع نفوذ وكلاء إيران والضغط على لبنان لنزع سلاح حزب الله، ما يعني أن مبررات إسرائيل لشن الحرب لن تكون قوية بالقدر الكافي الذي يقنع دونالد ترامب بشن هجمات ضد إيران، إلا في حال تأكد واشنطن من محدودية الضربات على مفاعل “فوردو” وعودة إيران لبرنامجها النووي بنفس الوتيرة.
رابط مختصر.https://www.europarabct.com/?p=105628
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
الهوامش
Even after U.S. and Israeli strikes, Iran may still be able to build a nuclear weapon
Was Iran’s Nuclear Program ‘Obliterated’—or Just Set Back a Few Months?
What we know about Iran’s attack on US base in Qatar
Gulf states want no winner in the conflict between Israel and Iran