الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن أوروبا ـ صناعة الأسلحة الأوروبية في مواجهة التحدي الصيني

eu defenc
مايو 23, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI.

صناعة الأسلحة الأوروبية في مواجهة التحدي الصيني: تراجع المكانة وتهديد العقود الكبرى

تشهد صناعة الأسلحة الأوروبية في السنوات الأخيرة واحدة من أكثر لحظاتها حساسية وخطورة، بعد أن بدأت بوادر فقدانها لمكانتها التنافسية تظهر بوضوح على الساحة الدولية. ويبدو أن المنافسة القادمة من الشرق، وتحديدًا من الصين، بدأت تتجسد في شكل وقائع ميدانية وقرارات استراتيجية، تهدد بقاء المنتجات الأوروبية في الأسواق الدفاعية العالمية، وعلى رأسها الطائرات المقاتلة.

من أبرز تلك المؤشرات ما تناقلته تقارير ألمانية مؤخرًا حول احتمال انسحاب إندونيسيا من صفقة شراء 42 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز رافال. وتبلغ قيمة هذه الصفقة نحو 7.3 مليار يورو، وهي ليست مجرد صفقة تجارية بقدر ما تمثل مؤشراً على مدى قدرة الصناعة العسكرية الأوروبية على الصمود في وجه المنافسين الآسيويين. فالخسارة المحتملة لهذه الصفقة تشكل جرس إنذار حقيقي لصانعي القرار الأوروبيين، كونها تنذر بتآكل النفوذ الصناعي والعسكري الفرنسي ــ والأوروبي عموماً ــ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

معركة التفوق الجوي: التكنولوجيا الصينية تتقدم

القرار الإندونيسي ــ الذي ما زال قيد الدراسة ــ جاء على خلفية مواجهة جوية افتراضية بين الهند وباكستان، استُخدمت فيها طائرات فرنسية وصينية الصنع. ففي هذه المعركة، التي حاكت سيناريوهات تصعيد واقعية في جنوب آسيا، تمكّنت طائرات تشنغدو جيه-10 سي الصينية، والتي تشغلها القوات الجوية الباكستانية، من التفوق على مقاتلات رافال الهندية بشكل لافت.

وتفيد تقارير موقع “ويوو” بأن القوات الجوية الباكستانية أسقطت ثلاث طائرات رافال خلال هذه المواجهة الافتراضية، دون أن تتعرض أي من طائراتها الصينية للضرر. ورغم أن التفاصيل الدقيقة لم يتم تأكيدها من مصادر محايدة، إلا أن هذه الرواية تُستغل اليوم كحجة قوية في حملات التسويق التي تعتمدها بكين، حيث تسوق لمقاتلاتها على أنها خيار أرخص وأكثر كفاءة من نظيراتها الغربية.

الأمر لم يقتصر على هذه المواجهة فقط، بل تكرر السيناريو في مناورة عسكرية عام 2024، جمعت طائرات يوروفايتر تايفون القطرية ــ وهي من إنتاج كونسورتيوم أوروبي يضم “إيرباص”، “بي إيه إي سيستمز” و”ليوناردو” ــ مع الطائرات الصينية “جيه-10 سي” مجددًا. النتيجة كانت صادمة: تسع خسائر مقابل لا شيء لصالح النماذج الصينية، ما عزز الانطباع بأن التكنولوجيا الغربية قد بدأت تفقد تفوقها التاريخي.

الذكاء الاصطناعي والسحابة القتالية: عنصر الحسم الجديد

السر وراء تفوق الطائرات الصينية لا يعود فقط إلى جودة التصميم أو قوة المحركات، بل إلى بُعد تقني أكثر تعقيدًا: الذكاء الاصطناعي و”السحابة القتالية“، وهو نظام متكامل يربط الطائرات والصواريخ والرادارات بشبكة واحدة تعمل في الوقت الحقيقي، حيث تتبادل المعلومات وتقوم بالمعالجة والتصرف بشكل آلي تقريبًا.

هذا النوع من التكامل الإلكتروني يمنح الطائرات الصينية قدرة أكبر على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة، ويجعل من طياريها أكثر قدرة على التصرف في بيئات القتال المتغيرة، سواء في الاشتباك القريب أو القصف بعيد المدى. في المقابل، تعاني النماذج الأوروبية من تخلف في هذا المجال، نتيجة تأخر الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي الدفاعي ونقص التمويل في المشاريع المتقدمة.

يُضاف إلى ذلك ضعف مدى الصواريخ الأوروبية مقارنة بنظيراتها الصينية. فالصواريخ الفرنسية التي تُستخدم مع مقاتلات رافال يبلغ مداها نحو 80 كيلومترًا فقط، بينما يصل مدى الصاروخ الصيني PL-15E إلى نحو 150 كيلومترًا، وهناك تقارير تشير إلى استخدام ذخائر تصل إلى 500 كيلومتر، مما يعطي أفضلية نارية حاسمة للطائرات الصينية.

انعكاسات استراتيجية: تراجع الردع الأوروبي وفقدان الهيبة

الخسارة المحتملة في السوق الإندونيسية، والتي قد تتبعها انسحابات أخرى في أسواق جنوب شرق آسيا أو حتى الشرق الأوسط، ليست مجرد إخفاق تجاري. إنها تحمل دلالات أعمق تتعلق بتآكل القوة الرادعة الأوروبية، خصوصًا حين تكون الطائرات المتضررة هي جزء من الترسانة النووية الفرنسية، كما هو الحال مع طائرات رافال.

فقدان هذه الطائرات لقيمتها القتالية يعني أن أوروبا تخسر جزءًا من قدراتها على الردع النووي، مما يُضعف موقعها الاستراتيجي في أي صراع محتمل مع قوى دولية كبرى. وفي ظل التحولات المتسارعة في النظام العالمي، وبروز الصين وروسيا كقوتين توسعيتين، فإن مثل هذا التراجع يجب أن يُنظر إليه كخطر وجودي لا يمكن تجاهله.

تواجه صناعة الأسلحة الأوروبية خطر فقدان مكانتها أمام منافسيها الصينيين ــ وبالتالي خسارة عقود كبرى. وكما ذكرت تقارير ألمانية، فإن إندونيسيا تدرس الانسحاب من صفقة شراء 42 طائرة رافال فرنسية. وكان السبب في ذلك هو الصدام المباشر في أعقاب التوترات بين الهند وباكستان، اللتين تحصلان على معداتهما العسكرية من فرنسا والصين، من بين دول أخرى : ففي المعركة الجوية، كانت النماذج الفرنسية للقوات الجوية الهندية أدنى بشكل واضح من طائرات تشنغدو جيه-10 سي الصينية التابعة للقوات المسلحة الباكستانية.

وبحسب موقع “ويوو”، أسقطت القوات الجوية الباكستانية ثلاث طائرات رافال هندية خلال المعركة، في حين ظلت طائراتها الصينية سليمة. وقد اتخذت مناورة عسكرية من العام 2024 مسارا مماثلا: في ذلك الوقت، خاضت باكستان، التي تشتري حوالي 80 في المائة من أسلحتها من شركات صينية، معارك بطائرات جيه-10 سي ضد طائرات يوروفايتر القطرية.وبحسب ويفو، كانت النتيجة واضحة تماما: فقد خسر النموذج الأوروبي، الذي بنته شركات إيرباص وبي إيه إي سيستمز وليوناردو، بنتيجة 0 إلى 9. وكانت الطائرات النفاثة أقل شأنا في القتال القريب والبعيد المدى.

أوروبا متأخرة في مجال الذكاء الاصطناعي

وبحسب الخبراء، فإن سبب تفوق الطائرة الصينية هو ما يسمى بـ”السحابة القتالية” – وهي عبارة عن ربط أنظمة الأسلحة الفردية في الوقت الحقيقي. تتبادل الطائرات والصواريخ والرادارات المعلومات باستمرار – ويتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي.وكان العامل الآخر هو تسليح الطائرة: فبمدى 80 كيلومترًا، لا تمتلك الصواريخ الفرنسية سوى نصف مدى الصواريخ الصينية PL-15E. ويقال إن الصين تستخدم ذخائر في الطائرات التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر.

أنظمة التسليح الأوروبية تفقد الكثير من قوتها

وبالنسبة لصناعة الأسلحة الأوروبية، فإن هذا الأمر يتطلب قدراً كبيراً من المال: إذ يقال إن الصفقة مع إندونيسيا تبلغ قيمتها نحو 7.3 مليار يورو. علاوة على ذلك، تفقد أنظمة التسليح الأوروبية الكثير من قوتها – وتفقد أوروبا قوتها العسكرية. تشكل طائرات رافال جزءًا مهمًا من القوات النووية الفرنسية. إذا كانت الآلات أقل شأنا من غيرها، فإنها تفقد الكثير من تأثيرها الرادع.

قراءة استشرافية: خيارات أوروبا المحدودة وفرصها الممكنة

إن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى تراجع مستمر في الصادرات الدفاعية الأوروبية خلال العقد القادم، ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة لإعادة الهيكلة والاستثمار في مجالات الذكاء الاصطناعي والأنظمة التكاملية.المستقبل يعتمد على قرارات اليوم: فإما أن تبادر أوروبا إلى إقامة تحالفات صناعية داخلية متينة، وتضخ استثمارات كبرى في تطوير أنظمة قتال الجيل السادس، أو أن تواجه خطر التحول إلى مزود ثانوي للسلاح في عالم تتحكم فيه الابتكارات التكنولوجية المتسارعة. وفي هذا السياق، تظهر بعض المبادرات الأوروبية مثل مشروع “FCAS (نظام القتال الجوي المستقبلي) كأمل محتمل، لكنه لا يزال في مراحله الأولى ويواجه عقبات سياسية ومالية. في النهاية، لا يتعلق الأمر فقط بمقاتلة سقطت في مناورة، بل بمستقبل أمن أوروبا بأكمله.

 

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=104581

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...