الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن أوروبا ـ هل تتجه أوروبا لإنشاء “مجلس أمن أوروبي”؟

ديسمبر 22, 2024

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

إن إنشاء مجلس الأمن الأوروبي قد يكون بمثابة الإجابة الصحيحة على حالة عدم اليقين المتزايدة في القارة وخارجها. ومن شأن هذا الشكل الجديد أن يكون بمثابة إشارة إلى الحلفاء والأعداء على حد سواء بأن أوروبا تأخذ أمنها على محمل الجد.

من المرجح أن يؤدي إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة إلى إعادة تزايد التوتر مع الزعماء الأوروبيين بشأن الأمن عبر الأطلسي. ومع ذلك، حتى لو ظلت الولايات المتحدة منخرطة بنشاط في حلف شمال الأطلسي أثناء وبعد فترة ولاية ترامب الثانية كرئيس، فإن أوروبا تواجه حقيقة غير مريحة: فقد انتهى عصر الضمانات الأمنية الأميركية غير المشروطة. وفي الوقت نفسه، تواجه القارة تهديدا متجددا من روسيا مع استمرار حرب أوكرانيا.

ومع ذلك، فإن هذا السياق من عدم اليقين يمكن أن يشكل دافعا للدول الأوروبية لإنشاء مجلس الأمن الأوروبي لتنسيق سياساتها الدفاعية والخارجية بشكل أفضل. إن مجلس الأمن الاقتصادي، الذي اقترحه لأول مرة الزعماء الفرنسيون والألمان في عام 2019، من شأنه أن يعمل كهيكل رفيع المستوى ومبسط لاتخاذ القرارات للحفاظ على السلام والأمن في أوروبا. والأمر الحاسم هو أنه سيعمل كلجنة توجيهية للدول الأوروبية لتولي زمام المبادرة في الحفاظ على الأمن الإقليمي مع البقاء على توافق مع هياكل حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

إن المجلس سوف يعالج العجز الأكثر إلحاحا في الهياكل الأمنية الأوروبية القائمة. أولا، سوف يضمن المجلس الاقتصادي والاجتماعي قدرة الدول الأوروبية على تحديد سياسات الدفاع فيما بينها بشكل استباقي. وحتى بدون إعادة انتخاب ترامب، كانت الولايات المتحدة تزيد بالفعل من اهتمامها بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وبالتالي فمن غير المرجح أن تستمر في دورها القيادي في الدفاع الأوروبي.

إن مثل هذا التنسيق من شأنه أن يعزز “الركيزة الأوروبية” لحلف شمال الأطلسي إذا حملت الدول الأعضاء في المجلس بعضها البعض المسؤولية عن الوفاء بالتزاماتها بالإنفاق الدفاعي بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي. ومن شأن هذه الطبقة الإضافية من المساءلة المتبادلة أن تعزز القدرات الدفاعية الجماعية لأوروبا في حين تعالج في الوقت نفسه انتقادات ترامب القديمة لـ”استغلال” أوروبا للوجود العسكري الأميركي الحالي في المنطقة.

ثانيا، قد تعمل اللجنة على تيسير تعزيز التعاون الدفاعي بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من خروجها من آليات الدفاع التابعة للاتحاد الأوروبي في عام 2020، تظل بريطانيا طرفا رئيسيا في الأمن الأوروبي.

في الواقع، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البداية إنشاء لجنة الأمن والدفاع للحفاظ على مشاركة بريطانيا في دفاعات أوروبا، لكن الفكرة لم تحظ باهتمام كبير في لندن في ذلك الوقت. لكن الآن تسعى وزارة ستارمر إلى إبرام اتفاقية دفاع مع الاتحاد الأوروبي مع البقاء خارج الكتلة، كما زعم حزب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن لجنة الأمن والدفاع يجب أن تشمل بريطانيا.

أخيرا، خلال أوقات الطوارئ، قد يعمل المجلس كمكان للالتقاء بين القادة الأوروبيين لتطوير استجابات سريعة لمثل هذه الأزمات. وقد عانى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في بعض الأحيان من صعوبات في اتخاذ القرار بسبب حجمهما والحاجة إلى الإجماع، في حين قد يستجيب المجلس بسرعة للتهديدات الناشئة بسرعة مثل الهجمات الإلكترونية والحرب الهجينة.

ومن خلال تجنب نفس الحاجة إلى الإجماع التي تميز بشكل خاص عملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، يمكن للجنة الأمنية أن تتجنب العرقلة من جانب الزعماء المؤيدين للكرملين مثل فيكتور أوربان في المجر أو روبرت فيكو في سلوفاكيا.

مع أخذ ذلك في الاعتبار، يتعين على اللجنة أن تكون انتقائية ومتنوعة جغرافيا من حيث عضويتها، فضلاً عن البقاء عند حجم صغير نسبيا يتراوح بين 12 إلى 14 مقعدا متناوبا. إن المجلس الأصغر حجماً يضمن سرعة اتخاذ القرارات في حين تعمل المقاعد المتناوبة على جلب وجهات نظر جديدة ومنع هيمنة القوى الأكبر، وإيجاد التوازن بين الكفاءة والشمول. كما يجب أن تكون الدول الأعضاء المحتملة من الدول الأوروبية غير المحايدة التي تتمتع بجاهزية عسكرية عالية وأهمية جيوستراتيجية وترسيخ ديمقراطي كاف.

ولعل الأمر الأكثر أهمية هو أن المجلس يجب أن يكون قادرا على التكيف وتجديد نفسه، ولهذا يتعين عليه مراجعة عضويته وبنيته وإجراءاته كل عقد من الزمان لاستيعاب أي تحولات في الديناميكيات الجيوسياسية في أوروبا.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=99561

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...