أمن أوروبا ـ هل أوروبا تحتاج إلى أوكرانيا لمواجهة روسيا؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

أكدت مؤسسة بحثية في كييف إن روسيا تسعى إلى نقل عدوانها إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، وإن تقليص الدعم الأميركي سيجبر الدول الأوروبية على العمل معا لمواجهة هذا التهديد. أصدر معهد KSE، وهو مركز تحليلي في مدرسة كييف للاقتصاد، تقريرا يوضح كيف أظهر برنامج الأسلحة الروسية بعيدة المدى والاستراتيجية والأسرع من الصوت نوايا موسكو التي تتجاوز غزوها الكامل.

وبما أن إدارة ترامب قالت خلال العام 2025 إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تكون الضامن الأمني ​​الرئيسي لأوروبا، فإن أوروبا تحتاج إلى استثمارات دفاعية كبيرة ومستدامة لمعالجة التهديد الذي تشكله روسيا، حسبما ذكر اتحاد رجال الأعمال في أوروبا.

يقول بافلو شكورينكو، أحد المشاركين في إعداد التقرير: “إن روسيا تستعد لاستخدام قدرات لا علاقة لها بوضوح بالحرب في أوكرانيا، بما في ذلك القوات البحرية، لمواجهة محتملة في القطب الشمالي”.

ويشير تقرير KSE إلى أن معالجة التهديد الروسي لا تتطلب ميزانيات دفاعية أكبر فحسب، بل تتطلب الإنفاق بحكمة على التقنيات منخفضة التكلفة والقابلة للتطوير، فضلا عن دمج القدرات التقنية والعسكرية لأوكرانيا مع قدرات أوروبا.

في عام 2018، أشاد بوتن بالأسلحة الاستراتيجية بعيدة المدى والأسرع من الصوت، مثل صاروخ سارمات الباليستي العابر للقارات، ومركبة أفانغارد الانزلاقية، وصاروخ كروز زركون، والطوربيد النووي بوسيدون، كأمثلة على القوة العسكرية الروسية المتنامية.

لكن هذه الأسلحة ليس لها أهمية تكتيكية كبيرة في الحرب في أوكرانيا، وبدلا من ذلك تشكل تحديا للردع والدفاع الغربي في المستقبل عندما لم تعد الولايات المتحدة تريد أن تكون الضامن الأمني ​​الرئيسي لأوروبا، وفقا لتقرير مركز أبحاث السوق.

وعلى الرغم من الاضطرابات الاقتصادية في روسيا الناجمة عن العقوبات، يواصل بوتن دفع الإنفاق العسكري المتزايد باستمرار، والذي من المتوقع أن يصل إلى 13.5 تريليون روبل (145 مليار دولار) في عام 2025، أي ما يقرب من ثلث (32%) إجمالي الإنفاق في الميزانية.

أكد شكورينكو: “إن هذا الإنفاق الكبير في القطاع العسكري يخلق الظروف التي تمكنهم من تهديد أوروبا وما وراءها”. وأضاف: “علينا أن نفهم أنه من غير المرجح أن تكون روسيا مهتمة بأي نوع من السلام اعتبارًا من هذه اللحظة”.

إن الخبرة التي اكتسبتها أوكرانيا منذ بداية حرب أوكرانيا يمكن أن تكون بمثابة أصل استراتيجي لأوروبا، حيث تقدم مخططا للابتكار السريع وتقنيات الدفاع في حرب يتم خوضها من خلال البيانات والذكاء الاصطناعي بقدر ما يتم من خلال الذخائر.

طائرات بدون طيار في أوكرانيا

أفاد التقرير إن الهجمات الروسية المنتظمة بصواريخ شاهد وطائرات الاستطلاع بدون طيار تجعل الصواريخ أرض جو التقليدية (سام) دفاعا غير فعال، لكن التكنولوجيا، بما في ذلك الطائرات الاعتراضية بدون طيار وهو المجال الذي تمتلك أوكرانيا خبرة فيه يمكن أن تقدم حلا أكثر فعالية من حيث التكلفة عند استخدامها بالتزامن مع الدفاع الجوي.

وأضاف أن الطائرات بدون طيار الهجومية منخفضة التكلفة قادرة على تدمير أصول عالية القيمة، وبالتالي تستطيع أوروبا بناء الردع ضد روسيا بطريقة مرنة وفعالة من حيث التكلفة.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمته أمام مؤتمر حلف شمال الأطلسي: “إن أوكرانيا قادرة على إنتاج أكثر من 8 ملايين طائرة بدون طيار من مختلف الأنواع سنويا، لكنها تفتقر حاليا إلى الدعم المالي اللازم”.

ودعا زيلينسكي الحلفاء إلى زيادة الاستثمارات في إنتاج الأسلحة المشتركة، بما في ذلك تقنيات الطائرات بدون طيار والمدفعية والصواريخ الاعتراضية، وقال إن قدرات الدفاع الأوكرانية ضرورية لحماية حلف شمال الأطلسي على المدى الطويل.

ذكر تقرير مركز أبحاث الأمن الأوروبي إن أوكرانيا ينبغي أن تدمج في الدفاع الأوروبي وتمنح صفة الشريك أو المراقب في لجان الأمن الأوروبية. أوضحت أولينا بيلوسوفا، المؤلفة المشاركة لتقرير KSE: “يجب على أوروبا أن تمتلك نظاما متوازنا للإنتاج العسكري، حيث يمكن للقارة الاستفادة من خبرة أوكرانيا، على سبيل المثال، في الطائرات بدون طيار، بينما تلعب دول أخرى على نقاط قوتها في الدفاع الجوي أو الصواريخ”. وأضافت “يجب أن نفكر في التخصص في إنتاجنا المشترك”.

أكد بافلو شكورينكو، مستشار الامتثال والعقوبات الدولية في معهد KSE: “على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها روسيا، إلا أن موارد هائلة تُضخّ في صناعتها العسكرية. هذا الإنفاق الضخم في القطاع العسكري يُهيئ الظروف المناسبة لتهديد أوروبا وما وراءها”.

ويتماشى استنتاج تقرير KSE مع رسالة زيلينسكي بأن تكلفة دعم الدفاع في أوكرانيا ضئيلة مقارنة بما قد تواجهه أوروبا في حال سقوط أوكرانيا.

ودعا زيلينسكي أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي و0.25% من الناتج المحلي الإجمالي لدعم الاحتياجات العسكرية لأوكرانيا بشكل مباشر، كما حذر من أن روسيا تخطط لعمليات جديدة على أراضي التحالف.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=105488