أمن أوروبا ـ ما هي المشاريع الدفاعية الأوروبية لتطوير القدرات الدفاعية؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

من المقرر أن يبلغ الإنفاق الدفاعي 326 مليار يورو (1.9% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي) في عام 2024، ولكن على الرغم من الزيادة في الإنفاق العسكري، فإن الجهود الوطنية وحدها لا تكفي ليكون الاتحاد الأوروبي جاهزًا لحرب عالية الكثافة، وفقًا لما قاله الدبلوماسي الأعلى المنتهية ولايته ورئيس وكالة الدفاع الأوروبية جوزيب بوريل.

ومن المقرر أن تتعهد الدول الأعضاء في 19 نوفمبر 2024 بتطوير مشاريع عسكرية مشتركة في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل، والحرب الإلكترونية، والذخائر ، وسفينة قتالية من الجيل التالي.

ومن المتوقع أن يوقع وزراء الدفاع من 17 دولة عضو في وقت لاحق من 19 نوفمبر 2024 على رسالة واحدة على الأقل من بين أربع رسائل سياسية للنوايا [رسالة واحدة لكل مشروع] لتطوير القدرات العسكرية المشتركة، بدءًا من المشتريات المشتركة قصيرة الأجل إلى مبادرات خلق القدرات على المدى الطويل.

وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الدفاع الأوروبية جيري شيديفي: “لكي يصبح الاتحاد الأوروبي مزوداً أمنياً موثوقاً، يتعين عليه تطوير القدرات الاستراتيجية، بما في ذلك سيناريوهات الحرب عالية الكثافة”. وقال دبلوماسيان من الاتحاد الأوروبي إن رسائل النوايا لا تحتوي حتى الآن على أي التزامات مالية، وهي في الواقع بمثابة “إشارة سياسية” على اقتناع الدول الأعضاء بمواصلة مشاريع الدفاع المشتركة في المستقبل.

وبحسب تقرير جديد صادر عن وكالة الدفاع الأوروبية، فإن الدول الأعضاء تقترب من تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي للإنفاق الدفاعي البالغ 2% ، حيث من المقرر أن يصل إجمالي الإنفاق العسكري إلى 326 مليار يورو (1.9% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي) في عام 2024.

لكن على الرغم من زيادة الإنفاق الدفاعي، فإن الجهود الوطنية وحدها لا تكفي لجعل الاتحاد الأوروبي جاهزًا لحرب عالية الكثافة، وفقًا لما قاله الدبلوماسي الأعلى المنتهية ولايته ورئيس وكالة الدفاع الأوروبية جوزيب بوريل. وقال بوريل “يجب إنفاق التمويل الإضافي للدفاع بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، واستخدام جزء منه من خلال الاستثمارات الأوروبية التعاونية في احتياجات القدرات من شأنه أن يساعد”.

في وقت سابق من نوفمبر 2024، وافقت المفوضية الأوروبية على تمويل بقيمة 300 مليون يورو لخمسة مشاريع دفاعية مشتركة بموجب ما يسمى بأداة EDIRPA – كما أطلقت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي أيضًا اقتراحًا لتخصيص 1.5 مليار يورو لبرنامج صناعة الدفاع الأوروبية (EDIP).

ومع ذلك، فإن هذه الأرقام أقل بكثير مما هو مطلوب لمواجهة تحديات قطاع الدفاع الأوروبي، الذي لا يزال مجزأ إلى حد كبير ويعتمد على الموردين الخارجيين.

وقال مفوض الدفاع الجديد بالاتحاد الأوروبي أندريوس كوبيليوس لأعضاء البرلمان الأوروبي خلال جلسة تأكيد تعيينه في وقت سابق من نوفمبر 2024إن نحو 200 مليار يورو ستكون مطلوبة على مدى العقد المقبل لتحديث البنية الأساسية بحيث يمكن تعبئة المعدات العسكرية والقوات بسهولة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ــ و500 مليار يورو أخرى لبناء درع الدفاع الجوي للاتحاد الأوروبي.

ما هي هذه المشاريع؟

حددت الوكالة الأوروبية للدفاع ما مجموعه 18 فرصة للتعاون في مجال الدفاع والأمن، ولكن حتى الآن لم تتلق سوى الفرص الأربع المذكورة أعلاه التزامات من الدول الأعضاء بتعاون أعمق لتحويلها إلى مشاريع كاملة. فهناك سبع دول أعضاء على الأقل -بما في ذلك بلجيكا وهولندا- مهتمة بتطوير السفينة القتالية الأوروبية لحماية مياهها والرد على النزاعات في الخارج.

وستخطط هذه الدول الأعضاء الآن لتوحيد المتطلبات، وتطوير دراسة جدوى، والاستعداد للشراء المشترك بحلول عام 2040، بهدف جعلها تعاونًا بحريًا أوروبيًا كبيرًا.

ومع ذلك، فإن المشاريع التي اكتسبت أكبر قدر من الجذب بين الدول الأعضاء هي تلك المتعلقة بالدفاع الجوي والصاروخي المتكامل، من خلال شراء أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار (C-UAS)، والدفاع الجوي الأرضي (GBAD)، والذخائر.

وأعربت 13 دولة عضوا أيضا عن اهتمامها بالتعاون في مجال قدرات الرعاية الإلكترونية، التي تمكن من تعطيل اتصالات العدو وأجهزة الاستشعار مع حماية القوات الصديقة من الكشف والتدخل، حسبما ذكرت وكالة الدفاع الأوروبية في تقريرها.

وأضاف شيديفي قائلاً: “ستجمع فرص التعاون صناع السياسات والمخططين وخبراء الأسلحة على المستوى الوطني معًا لتطوير الأصول العسكرية ذات الصلة. وهذا يتماشى مع أولويات حلف شمال الأطلسي”.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=98753