أمن أوروبا ـ ما هي الصعوبات التي تواجه الحكومة الهولندية بشأن الإنفاق الدفاعي؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

أكد وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز إن هولندا تستعد لمحادثات “صعبة” حول مضاعفة إنفاقها على الدفاع خلال السنوات المقبلة. ففي العام 2024، حققت الحكومة هدفها المتمثل في إنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، كما هو مطلوب في إطار عضوية حلف شمال الأطلسي.

ومع ذلك، تُطالب إدارة ترامب حلفائها بزيادة الإنفاق إلى 5% في السنوات القادمة. وهذا يُمثل أكثر من ضعف المعدل الحالي، والذي يصل في الدول ذات الناتج المحلي الإجمالي الكبير إلى عشرات المليارات من اليورو. أكد بريكلمانز: “نحن الآن عند حوالي ٢٪، وهذا ما هو مُدرج في ميزانيتنا. وإذا وصلنا إلى نسبة أكبر بكثير، فالاتفاق على ذلك في حد ذاته ليس بالأمر الصعب، ولكن كيفية تمويل ذلك”.

سيتطلب ذلك قرارات سياسية صعبة. هناك ثلاثة خيارات نظريًا: إما زيادة الضرائب، أو خفض الإنفاق، أو رفع مستوى الدين. وهذه كلها مناقشات سياسية صعبة. نجري بعض هذه المناقشات الآن في هولندا. وتقول الحكومة الائتلافية إنها ملتزمة بإنفاق متوسط ​​سنوي قدره 3.5 مليار يورو لدعم أوكرانيا عسكريا.

لكن الائتلاف الحاكم المكون من أربعة أحزاب اتجه نحو اليمين مع انضمام حزب الحرية بزعامة خيرت فيلدرز. وكثيرا ما عارض فيلدرز الدعم العسكري لكييف، لكن بريكلمانز يصر على أن “الدعم الهولندي لأوكرانيا ثابت في أي جانب، بما في ذلك الدعم العسكري”.

وعلى الرغم من مناقشات الائتلاف المتوترة في كثير من الأحيان، يصر بريكلمانز على أن لاهاي سوف تقدم 3.5 مليار يورو في المتوسط ​​إلى أوكرانيا أثناء وجود الحكومة الحالية في السلطة. وفي الوقت نفسه، لا تزال المخاوف قائمة بين أعضاء حلف شمال الأطلسي بشأن الدور المستقبلي الذي ستلعبه الولايات المتحدة في التحالف ودعم الأمن الأوروبي على نطاق أوسع.

وأكد بريكلمانز أن الولايات المتحدة تخلت عن رئاسة مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية (UDCG) – التحالف الذي يضم دول حلف شمال الأطلسي ونحو 20 دولة أخرى من جميع أنحاء العالم لتقديم المعدات العسكرية على الخطوط الأمامية الأوكرانية.

كان هذا الدور حكراً على واشنطن خلال إدارة بايدن في عهد وزير الدفاع السابق لويد أوستن، لكن بريكلمانز أكد أنها استبعدت نفسها بشكل دائم من الدور الذي كانت تلعبه بقوة في السابق. وعلاوة على ذلك، ألمح وزير الدفاع المعين مؤخرا بيت هيجسيث إلى احتمال سحب بعض القوات الأميركية البالغ عددها 100 ألف جندي والمتمركزة في أوروبا تحت رعاية حلف شمال الأطلسي.

لكن وزير الدفاع الهولندي صرّح بأنه لم يُعلن عن أي قرار من هذا القبيل بعد. وأوضح أنه في حال صدور قرار كهذا، فمن الأفضل أن يكون جزءًا من عملية متفق عليها، بدلًا من خطوة أحادية الجانب من الإدارة الأمريكية.

حتى الآن لم يُعلنوا عن أي تخفيض. أعتقد أن الأهم هو ما قاله بيت هيجسيث في كل اجتماع، بالإضافة إلى آخرين، وهو أن الناتو أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة لنا، كما قال بريكلمانز.

و أضاف “أعتقد أن أهم شيء هو أن نفعل هذا معًا وأن نضع خطة مشتركة تمكنهم ربما من تحويل بعض مواردهم إلى أجزاء أخرى من العالم، ويمكننا نحن كدول أوروبية أن نتولى تدريجيًا بعض هذه الموارد”.

ورغم المخاوف المستمرة بشأن الدور الأميركي في حلف شمال الأطلسي، قال بريكلمانز إن مستقبل الأمن الأوروبي يتطلب بعدا أميركيا. علينا أن نحافظ على تواجد الولايات المتحدة معنا. سيظل وجودها ضروريًا لأمننا. لكنني أعتقد أن من مصلحة الولايات المتحدة أيضًا الحفاظ على قوة حلف الناتو، وهذا ما تؤكده دائمًا.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=103260