خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
صرح كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي أن البعثة المدنية يمكنها أن تلعب “دورًا حاسمًا” في دعم وقف إطلاق النار في غزة. حيث من المقرر أن يعيد الاتحاد الأوروبي إحياء مهمة مدنية على معبر رفح بين غزة ومصر، وهي الخطوة التي تأمل أن تؤدي إلى زيادة تدفق المساعدات إلى القطاع والسماح بإجلاء الجرحى لتلقي العلاج في الخارج. ومن المتوقع أن تبدأ البعثة غير المسلحة عملها على معبر رفح الحدودي اعتبارا من أوائل فبراير 2025، بعد التوصل إلى اتفاق بدعم من مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية التي تحكم جزئيا الضفة الغربية المحتلة.
يُعتقد أن بعثة المساعدة الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي (EUBAM)، التي أنشئت في عام 2005 ولكن تم تفكيكها بعد عامين عندما سيطرت حركة حماس على غزة، كانت تستعد لإعادة الانتشار منذ مايو 2025. ومن المتوقع أن يسمح اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين حماس وإسرائيل، والذي بدأ في 19 يناير 2025، بإعادة فتح المعبر بحضور مراقبين أوروبيين. وأكد متحدث باسم المفوضية الأوروبية، أن البعثة سيتم نشرها “في فبراير 2025” حتى نهاية المرحلة الأولى من الهدنة بين إسرائيل وحماس، والتي من المقرر أن تنتهي في الثاني من مارس 2025.
ماذا نعرف عن البعثة ومن يقوم بعملها؟
البعثة غير عسكرية وتتمثل مهمتها الرئيسية في مراقبة الحدود والسماح بعبور البضائع والأشخاص بأمان. وتتولى الدبلوماسية البلغارية ناتاليا أبوستولوفا قيادتها منذ نوفمبر 2023. وقد احتفظت البعثة بعشرة موظفين دوليين وثمانية موظفين محليين في وضع الاستعداد منذ تعليق عملها في عام 2007. ومن المتوقع الآن تعزيز قوتها العاملة قليلاً كجزء من إعادة نشرها، حيث تساهم فرنسا وإيطاليا وإسبانيا بضباط من قوات إنفاذ القانون.
وأكدت وزارة الخارجية الإيطالية أن سبعة ضباط من قوات الكارابينييري سينضمون إلى اثنين آخرين من المواطنين الإيطاليين الذين يشاركون بالفعل في المهمة. ومن المفهوم أن إسبانيا نشرت عشرة ضباط من الحرس المدني، مما يجعلها أكبر مساهم في الأفراد. وعلم أن ضباطا إسبان وفرنسيين انضموا إلى نظرائهم الإيطاليين في مقر قوة الدرك الأوروبية “يوروجندفور” في فينسنزا بإيطاليا، للتحضير للمهمة. وستقوم قيادة عسكرية إيطالية بتنسيق نقل الضباط ونشرهم في معبر رفح.
ما هو تفويض البعثة؟
قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن البعثة ستدعم “نقل المصابين خارج غزة لتلقي العلاج”. ومن المتوقع أيضًا أن تسهل المهمة المرور السلس للشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية الحيوية، بما في ذلك الغذاء والأدوية والوقود. وبموجب اتفاق التهدئة، من المتوقع أن يدخل قطاع غزة يوميا 600 شاحنة محملة بالمساعدات – بما في ذلك 50 شاحنة تحمل الوقود – وهو الحد الأدنى المطلوب للحد من المجاعة، وفقا للوكالات الإنسانية.
ومن حيث المبدأ، يعتبر الاتحاد الأوروبي وسيطًا موثوقًا به يمكنه ضمان المرور الآمن والسريع للشاحنات والأشخاص عبر المعبر. ويوصف تفويض البعثة، الذي ينتهي في 30 يونيو 2025، بأنه يهدف أيضاً إلى “بناء الثقة بين حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية”. ومع ذلك، من المتوقع أن تحافظ إسرائيل على وجودها على المعبر وعلى طول ممر فيلادلفيا، الذي يمتد على طول الحدود، طوال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
هل يمكن أن يعزز ذلك دور الاتحاد الأوروبي في تشكيل مستقبل غزة؟
ولم يكن للاتحاد الأوروبي سوى دور ضئيل في الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تأمين السلام في غزة، والتي قادها شركاء إقليميون، فضلاً عن الولايات المتحدة. لكن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمساعدات للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، حيث يستثمر 1.18 مليار يورو بين عامي 2021 و2024 لدعم الاقتصاد المحلي ومنع شعبه من الانزلاق إلى الفقر.
ومن المتوقع أن تلعب دورا قياديا في عملية إعادة إعمار غزة في المستقبل، والتي لا يمكن أن تبدأ إلا في المرحلة الثالثة المحتملة لوقف إطلاق النار، ومن المتوقع أن تستغرق عدة سنوات نظرا لحجم الدمار بعد 15 شهرا من القصف الإسرائيلي. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال زيارتها إلى تركيا إن الاتحاد “ملتزم بإعادة الإعمار والتنمية على المدى الطويل” في غزة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد حددت في وقت سابق المبادئ الخمسة للاتحاد الأوروبي لمستقبل غزة، والتي تشمل عدم التهجير القسري للشعب الفلسطيني. لكن كالاس رفضت التعليق على التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي ألمح فيها إلى ضرورة طرد المدنيين من غزة وجنوب لبنان، واستقبالهم في دول مجاورة مثل مصر ولبنان. وقد أثارت تعليقات ترامب غضبا واستنكاراً شديداً من المجتمع الدولي، بما في ذلك بعض الحكومات الأوروبية.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=100516