أمن أوروبا ـ لماذا تستعد بريطانيا لإبرام اتفاق دفاعي مع الاتحاد الأوروبي؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه يستعد لإبرام اتفاق دفاعي مع الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا إذا سحب دونالد ترامب دعمه لكييف، وذلك وفقا لما ذكره لصحيفة إندبندنت البريطانية . وتحدث رئيس الوزراء عن تعزيز دفاعات أوكرانيا إلى جانب حلفائها في حلف شمال الأطلسي ، حيث أكد الرئيس الأمريكي المنتخب في وقت سابق إنه سيوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا بمجرد توليه منصبه مرة أخرى.

إن سعي ستارمر إلى إبرام اتفاق دفاعي مع الاتحاد الأوروبي مهم لأنه يشير إلى ما يتوقعه القادة الأوروبيون حدوثه خلال فترة ولاية ترامب الثانية، حيث يحاولون تعزيز دفاعات أوكرانيا قبل توليه منصبه. وهذا أيضًا أحد الجهود التي بذلتها حكومة المملكة المتحدة مؤخرًا للعمل على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 والذي شهد خروج الأمة من الاتحاد.

وتحدث ستارمر عن رغبته في تشكيل ميثاق دفاعي وأمني مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما يستلزم التنسيق بشأن القدرات والتمويل وتدريب القوات. وجاءت دعوة رئيس الوزراء للاتحاد الأوروبي للتعاون في جهود الدفاع المستقبلية أثناء زيارته لإستونيا لحضور قمة القوة المشتركة، حيث وقعت الدول الأعضاء بيانًا مشتركًا يؤيد مبادئ خطة النصر التي وضعها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي .

وعندما سُئل عن كيفية عمل هذا الاتفاق الدفاعي عمليًا، أشار ستارمر إلى القوات البريطانية التي تتدرب حاليًا في النرويج والألف جندي المنتشرين في إستونيا. فمنذ انتخابه، هذه ليست المرة الأولى التي يدفع فيها رئيس الوزراء نحو تحسينات دفاعية حيث أطلق مراجعة الدفاع الاستراتيجي في يوليو 2024، وهي مراجعة “جذور وفروع” للقدرات الدفاعية للمملكة المتحدة.

وفي إطار الجهود الرامية إلى تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وقع رئيس الوزراء اتفاقية ترينيتي هاوس مع ألمانيا في أكتوبر 2024، والتي تهدف إلى تعزيز الأمن الأوروبي. ويأتي هذا الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق دفاعي مع الاتحاد الأوروبي بعد أن قال الرئيس المنتخب ترامب إنه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا ” في غضون 24 ساعة “، وخشي بعض الزعماء الأوروبيين من أنه في التفاوض على السلام، سيتوقف عن تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا.

صرح ستارمر لصحيفة الإندبندنت : “نحن نعيش في عالم متقلب بشكل متزايد – يمكنك أن تشعر بذلك بشدة فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا. نحن في نقطة حرجة ومن المهم حقًا أن نضاعف جهودنا ونكون واضحين في أننا يجب أن نضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن، سواء كانت هناك مفاوضات أم لا. وهذا يعني زيادة القدرات، ويعني زيادة التمويل ويعني زيادة التدريب – يجب تنسيق ذلك. علينا أن نتعاون “.

أضاف سترامر : “يمكنكم أن تروا أن حرب أوكرانيا أوسع بالفعل. وبالطبع، يمكنكم إقامة روابط بين ذلك والجهات الفاعلة في الشرق الأوسط، وخاصة إيران”. تابع “ولهذه الأسباب كلها، من المهم للغاية أن نكون هنا مع الرسالة التي مفادها أننا يجب أن نضاعف جهودنا ونضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن وننسق بأقصى قدر ممكن من الفعالية مع شركائنا – وهذا هو الهدف الحقيقي من اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي الأوروبي”.

في منشور على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر، كتب ديف لورانس، وهو من أنصار حزب العمال: “هذا أمر حيوي مع تهديد ترامب بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي، ستارمر يكشف عن خطط إعادة ضبط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من أجل اتفاقية دفاع جديدة للاتحاد الأوروبي مع تحذير أوكرانيا”.

أكد المؤرخ والمؤلف روبرت جونسون: ” رفض السير كير ستارمر الالتزام بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3 % لأنه أصر على أن الأولوية هي “العمل الجماعي” مع حلفاء الناتو. سيقول رئيس الوزراء فقط إن هناك “مسارًا” للوصول إلى 2.5 %. قليل جدًا ومتأخر جدًا؟ هل تُظهر المملكة المتحدة القيادة التي نتوقعها من دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية؟”

يبقى أن نرى كيف سيتطور اتفاق الدفاع الذي ترغب المملكة المتحدة في إبرامه مع الاتحاد الأوروبي، وكيف ستؤثر قرارات ترامب بشأن أوكرانيا على الاتفاق.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=99477