أمن أوروبا ـ كيف يمكن أن يغير وجود القوات العسكرية الأوروبية في جرينلاند التوازن الجيوسياسي؟

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

منذ إظهار الرئيس الأمريكي ترامب اهتمامه بجرينلاند، أصبحت الجزيرة محط اهتمام دولي. ويحاول السياسي الألماني من الحزب الديمقراطي الحر الآن جلب مسألة نشر قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى جرينلاند إلى دائرة النقاش. حيث دعت السياسية الألمانية ماري أغنيس ستراك زيمرمان، رئيسة لجنة الدفاع في الاتحاد الأوروبي، إلى نشر القوات المسلحة الألمانية في جرينلاند، مع وجود لحلف شمال الأطلسي في الجزيرة.

ترى ستراك زيمرمان أن وجود الناتو في جرينلاند أمر ضروري في ضوء حالة التهديد المتزايدة التي يراقبها الساسة الأمنيون، خاصة مع انكماش الجليد بسبب تغير المناخ، مما يسمح للسفن الروسية والصينية بالدخول إلى شمال الأطلسي. وتعتقد أن مشاركة القوات المسلحة الألمانية في تأمين هذا الممر ستكون في مصلحتها، ولكنها تشير إلى أن شركاء أوروبيين آخرين يجب أن يشاركوا أيضاً في تحمل المسؤولية.

يبدو أن نشر القوات العسكرية الألمانية في جرينلاند يعتبر أمرًا ممكنًا، حيث تتمتع الجزيرة بموقع جغرافي مركزي يسمح بمراقبة الغواصات النووية الروسية. يؤكد كرامر على جدارة طياري البحرية الألمانية في جرينلاند، ويضيف أن حلفاء ألمانيا، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى، يتعلمون أيضًا من مهاراتهم ¹.

كما تمت مناقشة الوجود الدائم لحلف شمال الأطلسي في جرينلاند خلال قمة الدفاع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. حيث يرى خبير الدفاع يوهان واديفول أن هناك إمكانات للتطوير في هذا المجال، ويقترح دمج الهياكل الأمريكية القائمة في حلف شمال الأطلسي وتعزيزها بقوات من دول أعضاء أخرى. يبدو أن هناك اهتمامًا متزايدًا بنشر القوات العسكرية في جرينلاند، خاصة في ضوء التحديات الأمنية المشتركة من روسيا والصين.

يزيد اهتمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجرينلاند من التوترات، حيث طرح فكرة ضم الجزيرة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 2024، دون استبعاد العمليات العسكرية. يؤكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن ترامب يريد شراء جرينلاند، وهو ما يتوافق مع رغبة ترامب في عام 2019 في شراء الجزيرة لأسباب أمنية. تتمتع جرينلاند بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث يعتقد أنها تحتوي على مخزونات من النفط وغيره من المواد الخام.

تقول كايا كالاس رئيسة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي  “من الواضح أن الولايات المتحدة طرف في الاتفاقيات الدولية. الاتفاقيات الدولية التي تنص على ضرورة احترام سلامة الأراضي […] ولا شك لدي في أنها ستفعل ذلك”. وردا على سؤال حول ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قد يفكر في نشر قوات هناك، قالت كالاس إنه لم يتم إجراء أي نقاش حول هذه المسألة.

كما أبدت كالاس نبرة تصالحية بشأن نهج واشنطن تجاه كييف. وذكرت “إنهم يدركون أنه من أجل إنهاء هذه الحرب، يتعين علينا ممارسة الضغط على روسيا، لأن روسيا هي التي بدأت هذه الحرب”. وكان ترامب قد زعم أنه يستطيع التوسط في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال يوم واحد، مما أثار مخاوف من أنه قد يضغط على كييف للتوصل إلى اتفاق سلام سريع بشأن ما قد يعتبره الاتحاد الأوروبي شروطا غير مواتية من شأنها أن تشجع موسكو على المزيد من الحملات العسكرية.

والآن بعد توليه منصبه، يبدو أن ترامب يتخذ موقفا أكثر صرامة تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مما توقعه البعض، على الرغم من أنه انتقد أيضا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقالت كالاس “لقد كان الرئيس ترامب قويا للغاية في تصريحاته تجاه بوتن. لذا أعتقد أننا نرى الصورة بشكل مشابه تماما”.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=100595