الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن أوروبا ـ كيف تستعد أوروبا للحرب العالمية الثالثة؟

eu def
أبريل 14, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (3)

تزايدت التوجهات الدفاعية الأوروبية منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير 2022. حيث تسعى الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي إلى تعزيز قدرتها الدفاعية بشكل تدريجي ومستدام. ذلك من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي، وتطوير وتسهيل عمليات التنقل العسكري. كذلك تعزيز التعاون الاستخباري لمواجهة التهديدات الأمنية المستقبلية. بالإضافة إلى إنشاء سوق موحدة أوروبية دفاعية. كما تنامت الدعوات الأوروبية للتحول نحو “اقتصاد الحرب” في ظل الانسحاب العسكري والاستخباري المحتمل من أوروبا.

ما هو حجم الإنفاق الدفاعي الأوروبي؟

ارتفع الإنفاق الدفاعي الأوروبي بنسبة تقارب (12%) بالقيمة الحقيقية في عام 2024، مسجلاً زيادة للعام العاشر على التوالي. ومع ذلك، لا يزال الإنفاق العسكري الأوروبي يمثل أقل من ثلث إجمالي الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي. وكشفت ألمانيا في مارس 2025 عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي. وأعلنت وزارة المالية الفرنسية في مارس 2025 أن الحكومة الفرنسية تهدف إلى جمع (5) مليارات يورو من التمويل الإضافي العام والخاص لقطاع الدفاع. وويهدف ماكرون إلى رفع ميزانية الجيش من (2%) من الناتج المحلي الإجمالي إلى ما بين (3% و3.5%).

أكد وزير الدفاع البولندي “فلاديسلاف كوسينياك كاميش” في الثالث من أبريل 2025 إن بولندا تريد إنفاق (5%) من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع بحلول عام 2026. كما تعهدت دول البلطيق القريبة من روسيا بتجاوز (3%) من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي أو أكثر. وربما تدرج رئيسة الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني” خفر السواحل وبعض قوات الشرطة الوطنية في ميزانية الدفاع للاقتراب من هدف (2%) دون استثمارات جديدة.

بلغت ميزانية الدفاع السويدية لعام ٢٠٢٤ (143) مليار كرونة، أي ضعف مستواها قبل أربع سنوات فقط. من المتوقع أن يرتفع الانفاق الدفاعي الأسباني من حوالي (1.8%) من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024 إلى هدف حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ (2%) بحلول عام 2029. تشير الإحصائيات إلى أن إذا أنفقت كل دولة عضو (1.5%) من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، فسيكون المبلغ الإجمالي 650 مليار يورو في المتوسط. أمن دولي ـ التطور الدبلوماسي لموقف ألمانيا تجاه حل الدولتين: إسرائيل وفلسطين

هل تساهم تحديث الجيوش الأوروبية في مواجهة التهديدات المستقبلية؟

تزايدت الدعوات لإعادة الخدمة العسكرية الإلزامية في الأوساط السياسية ببرلين قبل نهاية العام 2025. أصبحت الدنمارك بعد النرويج والسويد، الدولة الاسكندنافية الثالثة التي تفرض الخدمة العسكرية الإلزامية على النساء اعتبارًا من عام 2026. وفي النرويج يُطلب من النساء أداء الخدمة العسكرية. أعلنت كرواتيا أنها ستعيد تقديم الخدمة العسكرية الإلزامية خلال عام 2025. وتتبع فنلندا مخططًا يجب على جميع الرجال بموجبه أداء الخدمة العسكرية. تطلب سويسرا من الرجال فوق سن (18) عامًا الخضوع لـ (21) أسبوعًا من التدريب الأساسي كجزء من خدمتهم العسكرية.

أعلن الجيش الإسباني عن (7) برامج تحديث جديدة في إطار جهود أوسع لتعزيز قدراته في الحرب البرية. كما تأمل هولندا في مضاعفة أعداد جيشها بأكثر من الضعف، وتشير الإحصائيات في 21 مارس 2025 إلى أن حجم الجيش سيرتفع من (74) ألفًا إلى نحو (200) ألف فرد، بمن فيهم جنود الاحتياط والمدنيون. وتسعى بولندا في توجيه حوالي (100) ألف متطوع من خلال التدريب العسكري كل عام اعتبارًا من العام 2027، وتحتاج بولندا إلى جيش قوامه حوالي (500) ألف جندي، بما في ذلك جنود الاحتياط.

يقول “ألكسندر بوريلكوف” الباحث في معهد العلوم السياسية بجامعة “هايدلبرغ”: ” الجيش الروسي اليوم أكبر وأفضل مما كان عليه في 24 فبراير 2022. لدى الروس نوايا عدائية تجاه دول البلطيق والجناح الشرقي للاتحاد الأوروبي”. وأضاف “ألكسندر بوريلكوف” أن “التجنيد الإجباري لابد وأن يلعب دورا في أعداد كبيرة من القوات الجديدة”. وتابع “من باريس إلى وارسو، كان الزعماء يتطلعون إلى تعزيز الإنفاق الدفاعي في مواجهة التهديدات الأميركية بسحب ضماناتها الأمنية الأوروبية. لكن دولًا عديدة، منها فرنسا وبريطانيا، واجهت صعوبات في تجنيد القوات والاحتفاظ بها. وقد يكون إعادة فرض شكل من أشكال الخدمة الوطنية – إلزاميًا أو طوعيًا – أكثر صعوبة”.

ما مدى تعزيز التعان الاستخباري بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي؟

تدرس المفوضية الأوروبية توسيع قدراتها عبر الأقمار الصناعية لتحسين دعم الاستخبارات الجغرافية المكانية للأمن وتعزيز التعان الاستخباري بين الدول الأعضاء. تُستخدم شبكة الأقمار الصناعية الجديدة للكشف عن التهديدات مثل حركة القوات وتنسيق العمل العسكري. ويؤكد “توماس هروزينسكي” الباحث البارز في معهد سياسة الفضاء الأوروبي (ESPI) “هناك تحد واضح لزيادة الطموح في حقيبة المفوض الجديد، مشيرًا إلى أنه في حين تلقى دور الفضاء في الأمن والدفاع اعترافًا غير مسبوق على مستوى السياسة، فإن النطاق المؤسسي والبرمجي للدعم لا يزال مفقودًا والبعد الصناعي غير مقدر”. أمن دولي ـ هل من ضغوطات أوروبية على إيران بعد تغيير النظام في سوريا؟

كيف يطورالاتحاد الأوروبي من مشاريع “التنقل العسكري”؟

يقول “أندريوس كوبيليوس” مفوض الدفاع والفضاء بالاتحاد الأوروبي “إن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى استثمار أولي بقيمة (70) مليار يورو للتكيف بشكل عاجل مع ممراته الحديدية والطرق والبحرية والجوية لتسهيل الحركة السريعة للقوات والمعدات عبر الكتلة في حالة نشوب صراع”. وحددت المفوضية الأوروبية بالفعل (500) مشروع ــ بما في ذلك توسيع الموانئ والمطارات، وتوسيع الأنفاق، وتعزيز جسور السكك الحديدية ــ والتي سوف تحتاج إلى تحديث لتتناسب مع التحركات القصيرة الأجل وعلى نطاق واسع للأفراد والمعدات داخل الاتحاد الأوروبي وإلى البلدان الشريكة.

ما هو دور “صناديق الدفاع” لتمويل الإنفاق الدفاعي؟

اقترحا الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي إنشاء صندوق للبنية التحتية بقيمة (500) مليار يورو لتعزيز البنية التحتية المتهالكة، وإجراء تغيير جذري في قواعد الاقتراض بالديون، أو ما يُعرف بـ”كبح الديون”، لتمويل الإنفاق الدفاعي. كما أعلنت فرنسا في مارس 2025 أن بنك الاستثمار العام الفرنسي سيفتح صندوقا جديدا بقيمة تصل إلى (450) مليون يورو للأفراد لاستثمار أموالهم في شركات الدفاع “على المدى الطويل”. كشف تقرير في مارس 2025 أن المفوضية الأوروبية تستكشف خيارات لإعادة تخصيص الأموال غير المنفقة لتعزيز القدرات الدفاعية، وزيادة المرونة في تمويل مشاريع البنية الأساسية ذات الاستخدام المزدوج التي يمكن أن تخدم الأغراض المدنية والدفاعية على حد سواء.

هل من “سوق موحدة أوروبية” للمنتجات والخدمات الدفاعية؟

تسعى “أورسولا فون دير لاين” رئيسة المفوضية الأوروبية إلى إنشاء سوق موحدة حقيقية للمنتجات والخدمات الدفاعية الأوروبية. يقول”ريهو تيراس ” النائب الأوروبي الإستوني من حزب الشعب الأوروبي “ننتج الكثير من المنتجات باهظة الثمن، ولكن بأعداد قليلة. ما نحتاجه هو أن يوفر السوق الكميات اللازمة من الذخيرة والصواريخ ومختلف معدات الدفاع”. تابع تيراس، نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان الأوروبي، “يجب على البلدان أن تتوحد وتشتري معًا، مما يمنح الشركات الصغيرة والمتوسطة الفرصة للعمل على قدم المساواة في السوق”.

هل تتحول اقتصاديات أوروبا إلى “اقتصاد الحرب”؟

يدعو “مانفريد ويبر” المجموعة المحافظة لحزب الشعب الأوروبي إلى أكثر من مجرد إعادة التسلح، حيث طالب إلى التحول “إلى اقتصاد الحرب” في الاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى ذلك، تحدث “ويبر” لصالح تعيين رئيس أركان أوروبي. وتأتي خلفية هذا الأمر في التوترات بين الغرب وروسيا والانسحاب المحتمل للقوات والأسلحة الأميركية. وفيما يتعلق بـ”اقتصاد الحرب” الذي دعا إليه، أوضح “فيبر” إن “هذا يعني، على سبيل المثال، تسريع إجراءات الموافقة على المعدات العسكرية والمزيد من التعاون بين مصنعي الأسلحة الأوروبيين. وتابع “لكن هذا قد يعني أن مصنعي الأسلحة سوف يعملون بنظام المناوبات في المستقبل، وأن الشركات التي كانت تنتج في السابق سلعا صناعية لأغراض مدنية سوف تنتج أسلحة في المستقبل”. أمن دولي ـ هل تم تهميش دول أوروبا في مفاوضات ترامب وبوتين؟

الاستعدادات ليست عسكرية فحسب، بل مدنية

حث الاتحاد الأوروبي مواطني الكتلة على إعداد مجموعات البقاء على قيد الحياة لمدة (72) ساعة وإنشاء مساحات آمنة في منازلهم لتخزين المواد الغذائية غير القابلة للتلف. ارتفعت نسبة بناء المخابئ الخاصة بنسبة (200%) منذ اندلاع حرب أوكرانيا في فبراير 2022، وينتشر هذا التوجه في جميع أنحاء أوروبا، حيث تُعدّ ألمانيا وفرنسا ودول البلطيق الأكثر استعدادًا. وفي إسبانيا، ارتفع الطلب على المخابئ الخاصة بشكل كبير بعد حرب أوكرانيا ويقدر عدد المخابئ بنحو (400) مخبأ خاص في إسبانيا.

تدعو فرنسا إلى توفير حقيبة نجاة تكفي (72) ساعة، تتضمن الطعام والماء والأدوية وجهاز راديو محمول ومصباحًا يدويًا وبطاريات احتياطية وأجهزة شحن ونقودًا ونسخًا من الوثائق المهمة، بما في ذلك الوصفات الطبية والمفاتيح الاحتياطية والملابس الدافئة والأدوات الأساسية مثل السكاكين.

تعمل فرنسا والنرويج وفنلندا والسويد على توزيع كتيبات الحرب لتوضيح كيفية التعامل عند اندلاع كارثة نووية. في نوفمبر 2024، نشرت السويد، كتيبا يساعد المواطنين على “تعلم كيفية الاستعداد والتصرف في حالات الأزمات أو الحروب، وكيف سيشارك كل مواطن في جهود الحرب، وأصوات صفارات الإنذار المختلفة. ونشرت النرويج نشرة حول كيفية التعامل مع “الطقس المتطرف، والأوبئة، والحوادث، والتخريب وفي أسوأ الأحوال أعمال الحرب”. كما تتوفر لدى فنلندا أدلة متاحة للعامة حول كيفية الاستعداد لـ”أسوأ تهديد ممكن، وهو الحرب”

أظهر استطلاع للرأي أجراه البرلمان الأوروبي أن (66%) من مواطني الاتحاد الأوروبي يريدون من الاتحاد الأوروبي أن يتولى دوراً أكثر أهمية في حمايتهم من الأزمات والمخاطر الأمنية.

تقييم وقراءة مستقبلية

– يعني زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي يشكل أن هناك حاجة لتعزيز قدرة الدول الأوروبية على المساهمة بشكل أكبر في الدفاع المشترك، خاصة في مواجهة التهديدات من روسيا، وتحقيق قدرات أكبر في التصدي للتحديات الأمنية..

– تعكس التوجهات لعودة الخدمة العسكرية الإلزامية في أوروبا الحاجة لتوسيع القوات المسلحة الأوروبية بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة، في ظل المخاوف من هجوم روسي محتمل على الجناح الشرقي لأوروبا.

– يمكن القول أن تعزيز التعاون الاستخباري بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يهدف إلى تحقيق التكامل الدفاعي كجزء من استراتيجية أوروبية أوسع لتعزيز قدرة الاتحاد الأوروبي على حماية الأمن الأوروبي.

– تعد خطوة تسريع التنقل العسكري بين الدول الأوروبية خطوة هامة لتمكين القوات من الانتقال السريع في حال اندلاع صراع. ويتطلب الاستثمار في البنية التحتية الأوروبية تكاملًا لضمان استجابة فعّالة في حالة الطوارئ. كما تأخذ الدول الأوروبي في الاعتبار الجوانب المدنية في خططها الدفاعية وتحث المواطنين على الاستعداد بشكل شامل للأزمات المحتملة.

– من المرجح تأهيل أعداد كبيرة من الجنود بما يسهم في بناء جيوش أوروبية قوية ومستدامة، فضلا عن إنشاء جيش أوروبي موحد.

– بات متوقعا أن يكون هناك توازن أكبر في الإنفاق العسكري بين الدول الأعضاء عبر زيادة الاستثمارات في هذا المجال.

– من المحتمل أن يكون تحول عميق في السياسات الدفاعية لأوروبا في ضوء التهديدات والتحديات الجيوسياسية المتزايدة، خاصة بعد حرب أوكرانيا والتوترات مع الولايات المتحدة.

رابط مختصر. https://www.europarabct.com/?p=102895

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

As Europe pours money into defence, reliance on US remains a sticking point
https://tinyurl.com/2s4kth35

‘War economy:’ Is the European ‘peace project’ at risk?
https://tinyurl.com/49z6txcb

Europe’s best bet is to increasingly rely on itself for its own security and defence
https://tinyurl.com/hbtyyfhb

Europe should further boost military spending
https://tinyurl.com/2nytkre8

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...