خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
أكمل باحثون أنجلو أمريكيون اختبارات على نظام دفع من المتوقع أن يُشغّل صاروخًا فائق السرعة قبل نهاية العقد. ماذا عن أوروبا؟. حيث أجرى فريق مشترك من المملكة المتحدة والولايات المتحدة مؤخرا 233 تجربة على نموذج صاروخي متقدم يسير بسرعة عدة آلاف من الكيلومترات في الساعة. وأعلنت الحكومة البريطانية أن هذا الفريق أكمل مئات “الاختبارات الثابتة” على نظام الدفع الذي سيشغل صاروخ كروز أسرع من الصوت “المتطور” والذي سيتم إطلاقه قبل نهاية العقد.
يقول جون هيلي وزير الدفاع البريطاني في بيان “نحن نعيش في عالم أكثر خطورة ولم يكن من المهم بالنسبة لنا أبدا أن نبتكر ونبقى متقدمين على خصومنا، ونزود قواتنا بتقنيات المستقبل”. ولكن المملكة المتحدة ليست الدولة الوحيدة في أوروبا التي تركز على بناء هذا النوع من الأسلحة المتطورة؛ فقد حدد الاتحاد الأوروبي الأسلحة الأسرع من الصوت باعتبارها واحدة من “التقنيات الأساسية والحيوية” في الدفاع الجوي والصاروخي والتي ستكون أساسية لإعادة تسليح القارة في ورقة بيضاء صدرت في مارس 2025 بشأن جاهزية الدفاع.
ما هي الأسلحة الأسرع من الصوت؟
تعمل الأسلحة الأسرع من الصوت بسرعات تصل إلى أكثر من 6100 كم/ساعة – وهو ما يعادل خمسة أضعاف سرعة الصوت – أو أسرع، مع القدرة على تغيير الاتجاهات أثناء الطيران. يمكن أن تشمل هذه الأسلحة صواريخ هجومية بعيدة المدى، تُطلق من البر أو البحر أو الجو. وعادةً ما تحلق على ارتفاع أقل من الصواريخ الباليستية، مما يعني صعوبة تتبعها على مسافات بعيدة.
وبحسب مركز السيطرة على الأسلحة وانتشار الأسلحة، فإن الصواريخ الأسرع من الصوت قادرة على إعادة دخول الغلاف الجوي بسرعات أسرع من الصواريخ الباليستية التي تتبع تقليديا مسارا مكافئا، ومن ثم يمكن توجيهها مباشرة إلى هدفها. يمكن استخدام الصواريخ الأسرع من الصوت في مجموعة متنوعة من المهام المختلفة، مثل ضرب الأصول ذات القيمة العالية، والضربات الدقيقة بعيدة المدى، وتعزيز الردع النووي.
هناك نوعان رئيسيان من الصواريخ الأسرع من الصوت: المركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت (HGVs)، وهو نوع من الرؤوس الحربية المستخدمة في الصواريخ الباليستية، والصواريخ المجنحة الأسرع من الصوت (HCMs) التي تستخدم محركات تتنفس الهواء للوصول إلى سرعات عالية.
يمكن للطائرات والأسلحة التي تطلق المقذوفات أن تمتلك قدرات تفوق سرعة الصوت. وذكرت مذكرة إحاطة صادرة عن الحكومة البريطانية في عام 2023 أن القدرة على المناورة والارتفاع وسرعة الصواريخ الأسرع من الصوت “قد تشكل تحديات” لأنظمة الدفاع الصاروخي التي من المفترض أن تواجه الصواريخ الباليستية.
يشمل ذلك تأخر الكشف وتقصير الوقت المتاح للهدف لاتخاذ القرارات والاستجابة، كما جاء في المذكرة. وستحتاج أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية إلى تكييفها لمواجهة الصواريخ الأسرع من الصوت بشكل أفضل، الأمر الذي سيتطلب على الأرجح استثمارات ضخمة.
ما هي الدول التي تمتلك صواريخ تفوق سرعة الصوت بالفعل؟
وكانت المرة الأولى التي رأى فيها العالم سلاحًا فرط صوتي هو الصاروخ الصيني DF-17، الذي تم الكشف عنه خلال عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 2019. ووصفت وسائل الإعلام الصينية في ذلك الوقت صاروخ دي إف-17 بأنه صاروخ قصير إلى متوسط المدى يمكنه الوصول إلى بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان وشمال شرق آسيا.
في مارس2022، أفادت تقارير أن وزارة الدفاع الروسية أطلقت سلاح كينجال الأسرع من الصوت على مصنع للذخيرة ومستودع لتخزين الوقود، في أول مرة يتم استخدامه في قتال نشط. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن استخدام سلاح تفوق سرعته سرعة الصوت يسمى “أوريشنيك” والذي يعمل بسرعة 10 أضعاف سرعة الصوت أي أكثر من 12300 كيلومتر في الساعة.
وبحسب التقارير تعتقد القوات الروسية أن صاروخ أوريشنيك لديه المدى الكافي للوصول إلى أي هدف أوروبي. ذكرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية في العاشر من مارس 2025 إنها ستدعم صفقة محتملة بقيمة 200 مليون دولار (182.6 مليون يورو) مع اليابان لدعم برنامجها الخاص “للمقذوفات الانزلاقية فائقة السرعة” (HVGP).
وتعتبر هذه الأسلحة بمثابة صواريخ موجهة عالية السرعة وفعالة من حيث التكلفة ويمكن إطلاقها من مجموعة من أنظمة المدفعية، وفي حالة اليابان، سوف تساهم بشكل خاص في الدفاع عن الجزر النائية في الأرخبيل.
وفي أوروبا، أشارت المفوضية الأوروبية في ورقة بيضاء في أبريل 2025 إلى أن الصواريخ الأسرع من الصوت ستكون جزءًا من “نظام دفاع جوي وصاروخي متكامل متعدد الطبقات يحمي من مجموعة كاملة من التهديدات الجوية”. وخصصت المفوضية الأوروبية بالفعل ما لا يقل عن 80 مليون يورو، عبر صندوق الدفاع الأوروبي، لبرنامج نظام اعتراض الدفاع الأسرع من الصوت. وتدرس المفوضية، وستختار في نهاية المطاف، نظام اعتراض لمواجهة التهديدات الأسرع من الصوت.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=102997