خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
أفاد تقرير عن التوازن العسكري صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية والذي صدر في 12 نوفمبر 2025 أن الإنفاق العسكري الروسي يتزايد بسرعة كبيرة حتى أنه يتفوق على كل الدول الأوروبية مجتمعة على الرغم من جهودها لتعزيز الميزانيات وإعادة التسليح. وأكدت المؤسسة البحثية إن الإنفاق العسكري لروسيا العام 2024 كان متوقعا عند 13.1 تريليون روبل (145.9 مليار دولار)، أو 6.7% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد – وهو أعلى بنسبة 40% من العام 2023.
بلغ الإنفاق الدفاعي المشترك لأوروبا في عام 2024 نحو 457 مليار دولار، وهو ما يزيد بنسبة 50% من حيث القيمة الاسمية عما كان عليه في عام 2014، وأعلى بنسبة 11.7% من حيث القيمة الحقيقية عن العام 2023. ولكن إذا تم حساب الإنفاق الروسي من حيث تعادل القدرة الشرائية – المستخدم في دول مثل روسيا حيث المدخلات المحلية أرخص بكثير من السوق العالمية – فإن الإنفاق العسكري للكرملين سيصل إلى 461.6 مليار دولار، حسبما ذكر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
تقول فينيلا ماكجيرتي، وهي زميلة بارزة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في مجال اقتصاديات الدفاع، إن تفوق روسيا على كل أوروبا في الإنفاق العسكري هو أمر جديد، نتيجة لنموها الدفاعي “الملحوظ” وإصلاحها الصناعي. وهذا يزيد من المخاوف بشأن قدرة روسيا على مهاجمة القارة بمجرد انتهاء الحرب ضد أوكرانيا. في العام 2024، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته قائلا: “نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا في غضون أربع إلى خمس سنوات” . وقد أيد مسؤولون دفاعيون من مختلف أنحاء أوروبا هذه التحذيرات.
وتأتي أحدث التوقعات من الاستخبارات الدنماركية، التي ذكرت في فبراير 2025 إن روسيا قد تكون مستعدة لشن “حرب واسعة النطاق” في أوروبا خلال خمس سنوات. حيث ارتفع الإنفاق الدفاعي الروسي بشكل كبير منذ حرب أوكرانيا في فبراير 20222، ومن المقرر أن يزيد بنسبة 14%خلال العام 2025 إلى 15.6 تريليون روبل.
لقد فرضت جهود الحرب تغييرات هائلة على روسيا، حيث عمل قطاعها الدفاعي على تعزيز إنتاجه في مجالات رئيسية مثل أنظمة الذخيرة والمدفعية اللازمة لدعم ما يسمى بتكتيكات جديدة على الخطوط الأمامية. لقد أصبحت القاعدة الصناعية للبلاد منتشرة في مختلف أنحاء الاقتصاد الأوسع، وأصبح القطاع الخاص يلعب دوراً أكبر على نحو متزايد. ويقول ماكجيرتي: “إننا نشهد تكيفاً حقيقياً، وليس فقط من حيث الإنفاق”.
وتتمثل المخاوف في أوروبا في أن روسيا قد تستخدم قدراتها الصناعية الدفاعية المعززة ضد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، فإن مغامرة الزعيم الروسي فلاديمير بوتن في أوكرانيا قد ألحقت خسائر بالجيش الروسي ، وهناك مخاوف بشأن استدامة الإنفاق الروسي الحالي. وقد قدر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن 14 ألف دبابة قتال رئيسية ومركبات قتال مشاة وناقلات جنود مدرعة قد فقدت منذ بداية الحرب. وفي حين تم استبدال بعضها بإنتاج محلي، فقد اضطرت البلاد أيضًا إلى استخدام نماذج “عتيقة” مثل ناقلات الجنود المدرعة BTR-50 ودبابات T-62، التي يعود تاريخها إلى الخمسينيات.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها روسيا، يتوقع محللو المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن تمتلك روسيا المستوى الكافي من الإنفاق ومخازن الأسلحة لمواصلة تكتيكاتها التي تؤدي إلى خسائر خلال العام 2025. وعلى الرغم من مستويات الإنفاق المرتفعة، لا تزال البلاد لديها “خطط طموحة” لتكوين قوة كبيرة بعد الحرب، كما يقول هنري بويد، الزميل البارز في قسم القدرات العسكرية وتقييم البيانات.
إن المعدل الحالي لخسائر الدبابات الروسية في حرب أوكرانيا قد يؤدي إلى نفاد المركبات العسكرية بحلول نهاية العام 2026، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS). وفي تقييمها السنوي للقدرات العسكرية العالمية، أكدت المؤسسة البحثية إن القوات الروسية خسرت حوالي 1400 دبابة قتال رئيسية في عام 2024، إلى جانب خسائر كبيرة أخرى في مركبات المشاة القتالية وناقلات الجنود المدرعة.
إن تقييم المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لخسائر الدبابات الروسية يؤيد تقديرات كييف للتكاليف الباهظة التي تتحملها موسكو في المعدات اللازمة لحرب أوكرانيا على نطاق واسع. ومن الممكن أن يشكل احتمال حدوث نقص وشيك في الدبابات فارقاً كبيراً في ساحة المعركة أو على طاولة المفاوضات.
يقول المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية باستيان جيجريتش “إن الخسائر الحالية في المعدات الروسية لا يمكن تعويضها إلى أجل غير مسمى من خلال تجديد المركبات المخزنة. وأضاف أن موسكو قد لا تمتلك ما يكفي من الدبابات القتالية الرئيسية لعملياتها الهجومية بعد عام 2026”. لكن جيجريتش أكد “إن القوات الأوكرانية تعاني من استنزاف الموارد ونقص القوات وتعتمد بشكل متزايد على تطوير المركبات الجوية غير المأهولة واستخدام طائرات بدون طيار هجومية في اتجاه واحد لضرب عمق روسيا”.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=100890