خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
يتعين على أوروبا توسيع إنتاج صناعاتها الدفاعية بشكل كبير وتبسيط المشتريات العسكرية لمواجهة التهديد الروسي بشكل موثوق في السنوات القادمة، وفقًا لدراسة جديدة أجراها مركز بروغل للأبحاث ومقره بروكسل ومعهد كيل للاقتصاد العالمي. حيث سعى الباحثون إلى تقييم متى قد يكون الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة مستعدين للرد على العدوان الروسي المحتمل بحلول عام 2030. وتشير تقارير استخباراتية غربية متعددة إلى أن روسيا قد تختبر عزم أوروبا حتى قبل ذلك .
وكانت مراكز الأبحاث قد خلصت في سبتمبر 2024 إلى أن الأمر سيستغرق من الاتحاد الأوروبي عدة عقود للاستعداد بشكل مناسب وفي أحدث تحديث لها، والذي صدر في 19 يونيو 2025، وجد الباحثون أن “الوضع اليوم أكثر إثارة للقلق”. ويرجع ذلك جزئيا إلى ضعف الالتزام الأميركي تجاه الأمن الأوروبي، في أعقاب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
لكن الباحثين وجدوا أن الصناعة الروسية لا تزال تتفوق إنتاجيًا بشكل ملحوظ على المصانع الأوروبية، على الرغم من الزيادات الكبيرة في الاستثمار. ولا تزال المشتريات العسكرية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي بطيئة، وبيروقراطية، وتركز على أنظمة الأسلحة باهظة الثمن نسبيًا.
بلغ الإنفاق العسكري الروسي 130 مليار يورو في عام 2024، أي ما يعادل 7.1% من ناتجها المحلي الإجمالي. وبينما يتجاوز إجمالي نفقات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة هذا الرقم، وجدت الدراسة أن القوة الشرائية العسكرية لروسيا لا تزال متقاربة.
لردع روسيا، أو محاربتها إن لزم الأمر، دون الاعتماد على الدعم الأمريكي، ينص التقرير على ضرورة زيادة الإنتاج الأوروبي من مختلف أنظمة الأسلحة “بمعدل 5 أضعاف تقريبًا”. وستحتاج أنظمة الدفاع الجوي، على وجه الخصوص، إلى مضاعفة إنتاجها لمواكبة القدرات الروسية. “وبالتالي تظل أوروبا معرضة للخطر بشكل كبير وتعتمد على الولايات المتحدة”، كما جاء في التقرير.
أجرى الباحثون تحليلًا مُفصّلًا لبيانات المشتريات العسكرية من ألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة وفرنسا لفهم الاتجاهات الأوروبية الأوسع. ووجدوا أن الإنتاج لا يزال متأخرًا، وأن حجم المعدات العسكرية المُشتراة “لا يزال منخفضًا مقارنةً بفترات الحرب الباردة أو بالأعداد الروسية”.
حققت أوروبا مكاسب في إنتاج قذائف المدفعية منذ حرب أوكرانيا في فبراير 2022، متجاوزةً إنتاج الولايات المتحدة، ومتأخرةً قليلاً عن إنتاج روسيا وكوريا الشمالية مجتمعتين. أما فيما يتعلق بدبابات القتال الرئيسية، فلا تزال روسيا تتفوق على أوروبا، التي تنتج حوالي 50 دبابة ليوبارد 2 فقط سنويًا، مقارنةً بحوالي 135 دبابة أبرامز مُصنّعة في الولايات المتحدة. كما لم تجد الدراسة أي زيادة مُسجلة في إنتاج الطائرات المقاتلة الغربية.
يتجه القادة الأوروبيون نحو زيادة الإنفاق الدفاعي من خلال برامج استثمارية متنوعة للاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن يرتفع هدف الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو إلى 5%. لكن مؤلفي الدراسة يحذرون من ضرورة توجيه الميزانيات الأعلى نحو قدرات عسكرية محددة، وإعطاء الأولوية لاقتصاديات الحجم والتقنيات الناشئة.
ويحذر المؤلفون من أن خطة الاتحاد الأوروبي لإعادة تسليح أوروبا، التي تبلغ قيمتها 800 مليار يورو، على سبيل المثال “ستكون صغيرة للغاية، إذا تم شراء المعدات بالأسعار المرتفعة الحالية”.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=105301