خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
حظي بوريس بيستوريوس، الذي يُنظر إليه على أنه سياسي صريح وفعال، باحترام الجنود والناخبين على حد سواء، بفضل جهوده لتعزيز قوات الجيش الألماني (البوندسفير) ودعمه لأوكرانيا في حربها ضد روسيا. وقد أنقذ هذا الأداء منصبه على طاولة الحكومة الجديدة، إذ من المقرر أن يتولى فريدريش ميرتس، الفائز في الانتخابات عن التحالف المحافظ، منصب المستشار خلفًا لأولاف شولتس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) ذي التوجهات اليسارية الوسطية.
أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي SPD الذي سيستمر كشريك أصغر في الحكومة الجديدة بقيادة تحالف ميرتس (CDU/CSU) – أن “بوريس بيستوريوس” سيبقى على رأس وزارة الدفاع الألمانية، وهو المنصب الذي يشغله منذ أكثر من عامين. وسيحصل “بوريس بيستوريوس” على ميزانية غير مسبوقة لتجهيز الجيش استعدادًا لأي مواجهة محتملة، في ظل التصعيد الروسي والغموض الذي يلف مستقبل التحالف عبر الأطلسي.
وتعهد بوريس بيستوريوس بالتحرك سريعا من خلال سن قانون هذا العام لتسهيل توفير الإمدادات للجيش. وفي الوقت نفسه، يجري محادثات مع شركات الأسلحة لزيادة قدرتها الإنتاجية، بهدف الحد من الاعتماد الأوروبي على الولايات المتحدة.
تعتزم الحكومة الجديدة اقتراض مئات المليارات من اليوروهات لتحديث القوات المسلحة، بعد سنوات من نقص التمويل منذ نهاية الحرب الباردة، وهو الأمر الذي أثار استياء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تولى بيستوريوس منصبه في يناير 2023، في وقت كثّفت فيه برلين شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، مما جعل ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لكييف بعد الولايات المتحدة.
ورغم أن هذا المنصب أطاح بعدد من السياسيين قبله، فقد نجح بيستوريوس في أن يصبح بسرعة السياسي الأكثر شعبية في ألمانيا، بحسب استطلاعات الرأي، وهي مكانة احتفظ بها منذ ذلك الحين. كما قررت برلين في عهده نشر لواء ألماني في ليتوانيا بحلول عام 2027، لدعم الجبهة الشرقية لحلف الناتو.
وُلد “بوريس بيستوريوس”في مدينة أوسنابروك الشمالية في 14 مارس 1960، وأدى خدمته العسكرية الإلزامية في أوائل الثمانينيات. ثم درس القانون وعمل محاميًا قبل أن يدخل عالم السياسة في تسعينيات القرن الماضي.
أصبح عمدة مسقط رأسه، ثم وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى، حيث اكتسب سمعة جيدة بسبب إصلاح جهاز الشرطة وتعزيزه لمكافحة التطرف، حيث دعا إلى اتباع خط صارم ضد الإسلاميين. وفي عام 2020، لم يتردد أيضًا في معارضة زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ساسكيا إسكين، علنًا، والتي تحدثت عن “العنصرية الكامنة” في صفوف قوات الأمن، متهمًا إياها بتعريض أكثر من 300 ألف ضابط شرطة في ألمانيا “لشكوك واسعة النطاق غير مبررة”.
عندما أصبح وزيرًا للدفاع، أطلقت عليه مجلة “دير شبيغل” لقب “الجنرال الأحمر”، نسبة إلى لون الحزب الاشتراكي الديمقراطي وأسلوبه الحازم في العمل. كما تشيرمجلة “دير شبيغل” إلى أن “نجاح المستشار المحافظ فريدريش ميرز سوف يعتمد إلى حد كبير على وزير دفاعه”.
وأثناء انشغال الحكومة الائتلافية السابقة بالخلافات العلنية العام 2024 بشأن السياسات المالية والاقتصادية، ظل “بوريس بيستوريوس” بعيدًا عن هذه الصراعات. وعندما انهارت حكومة شولتس في نوفمبر 2024، ناشد بعض أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي تولي قيادة الحزب لإنقاذه من تدهور شعبيته في استطلاعات الرأي. لكن “بوريس بيستوريوس” رفض السعي للقيادة.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=103888