خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI.
أجرى فريدريش ميرز محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في أول زيارة له إلى واشنطن منذ توليه منصب المستشار الألماني. وكانت المواضيع الثلاثة الأكثر أهمية خلال الاجتماع هي الإنفاق الدفاعي والتعريفات الجمركية وأوكرانيا، ووفقا لبيان صحفي أصدره ميرز قبل الاجتماع بفترة وجيزة، كان الجانب الألماني مستعدا جيدا للاجتماع.
تقول راشيل تاوسينفرويند، الباحثة البارزة في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية: “إن الاجتماع لم يكن من الممكن أن يسير بشكل أفضل بالنسبة لميرز”. وتابعت تاوسنفرويند: “إن إجابات ميرز كانت تسير بشكل جيد، وإنه تم تجنب التفاصيل المتعلقة بمفاوضات التجارة الصعبة”. أكد ترامب: “إن البيت الأبيض في حالة جيدة، وأن الإدارة الجديدة أصلحته، وجعلته في حالة جيدة مثلما حدث في ألمانيا”.
حول أوكرانيا
أوضح ترامب: “إن الزعيمين يشعران بأنه أمر محزن للغاية ما يحدث في أوكرانيا”. وأضاف: “أن ما بين خمسة إلى ستة آلاف جندي يُقتلون هناك أسبوعيا”. وأشار الرئيس الأميركي إلى المحادثة الهاتفية التي استمرت 75 دقيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرابع من يونيو 2025، حيث ورد أن بوتن وعد بالرد على الضربات التي شنتها أوكرانيا بطائرات بدون طيار في عمق روسيا في الأول من يونيو 2025، والتي أدت إلى تدمير ثلث قاذفات البلاد.
تابع ترامب: “إنه لا يعتقد أن بوتين يُمارس ألاعيب، وألقى باللوم على الرئيس السابق جو بايدن في بدء الغزو الشامل”. وأضاف ترامب: “أنه يعتقد أن بوتين يريد السيطرة الكاملة” في إشارة إلى أوكرانيا بأكملها. وأشار ميرز إلى أنه يريد أن تلعب ألمانيا والولايات المتحدة دورا مشتركا في إنهاء الحرب. وأكد ميرز على العلاقات الجيدة بين ألمانيا والولايات المتحدة. وقال: إنه يتطلع إلى “تعاون جيد بين البلدين”.
في الأمور العسكرية
أكد ميرز التزام ألمانيا تجاه حلف شمال الأطلسي بعد أن وافقت الحكومة على تخصيص مليارات اليورو للإنفاق الدفاعي الإضافي. أصبحت العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة متوترة، خاصة بعد أن اتهمت إدارة ترامب أوروبا بـ”الاستغلال” فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي والإنفاق الدفاعي.
تشعر الإدارة الأميركية بالإحباط بسبب ما تعتبره مساهمات أوروبية غير كافية. وقال ميرز: “نريد أن يكون لدينا أقوى جيش تقليدي في أوروبا”. ورحب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي في ألمانيا، على الرغم من أنه ألمح إلى أنه سيضع في نهاية المطاف حدا لجهود ألمانيا لإعادة التسليح.
وأوضح ميرز: “إن أوروبا لا تزال بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة وصداقتها”. زعم ترامب أن أعداد المجندين في الجيش الأمريكي في عهد إدارة بايدن كانت الأدنى على الإطلاق، لكنها الآن حطمت الأرقام القياسية. وقال: “إنه يتخيل أن القوات الأميركية ستبقى في ألمانيا”.
ترى الدكتورة ستورمي-أنيكا ميلدنر، مديرة معهد أسبن: “إنه على الرغم من مواجهة تهديدات التعريفات الجمركية والحديث عن انسحاب القوات، فإن هذه الشراكة تتطلب إدارة أكثر فعالية من أي وقت مضى، والأهم من ذلك، أن المستشار ميرز سعى إلى حوار مبكر في واشنطن”. وأضافت الدكتورة ستورمي أنيكا ميلدنر: “إن العلاقة مع الولايات المتحدة تظل محورية بالنسبة لألمانيا اقتصاديا وسياسيا”.
يلاحظ أن تعزيز الإنفاق الدفاعي الألماني، كما أكده ميرز، سيتحول من مجرد تعهد سياسي إلى واقع ميداني تدريجيا. كما أن التوجه نحو امتلاك “أقوى جيش تقليدي في أوروبا” يوحي بمحاولة تقليل الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية، لكن ميرز لم يقطع هذا الحبل بعد، بل أكد أن أوروبا لا تزال بحاجة إلى “دعم الولايات المتحدة”.
من المرجح أن تنشأ نقاشات داخل الاتحاد الأوروبي حول تشكيل بنية دفاعية أوروبية موحدة أكثر استقلالا، لا سيما في حال تكررت تهديدات ترامب بالانسحاب من الناتو أو تقليص القوات في أوروبا. وسيبقى أمن ألمانيا مرهونا بوجود قوات أميركية على أراضيها في المدى البعيد، لكنها ستتجه لتقوية أدوات ردعها الذاتية.
دعوة ميرز إلى “دور مشترك” لإنهاء الحرب تفتح الباب أمام انخراط ألماني أكثر دبلوماسية من عسكري. كما أن ترامب يظهر ميلا إلى حل تفاوضي سريع قد لا يراعي المصالح الأوكرانية والأوروبية، وهو ما يضع برلين في موقف حرج.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=104978