خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
يفكر زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرز علنًا في توريد صواريخ “توروس” إلى أوكرانيا، ولكن في ظل شروط معينة. في المقابل، يدعو السفير الأوكراني السابق لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، إلى اتخاذ خطوات أسرع وأكثر حسماً.
يطالب ميلنيك، الذي سيمثل بلاده قريبًا كسفير لدى الأمم المتحدة في نيويورك، المستشار المعين فريدريش ميرز بتسليم صواريخ كروز من طراز توروس بشكل فوري. ويرى أنه ينبغي على ميرز أن يعلن عن التسليم الفوري لـ150 صاروخ توروس خلال جلسة البرلمان الألماني المقررة في 6 مايو/أيار، يوم انتخابه مستشارًا، وأن ينفذ هذا القرار بسرعة. جاء ذلك في رسالة مفتوحة نشرها ميلنيك في صحيفة “فيلت أم سونتاغ”.
وأكد ميرز، الذي من المقرر أن ينتخبه البوندستاغ مستشارًا في السادس من مايو/أيار، يوم الأحد استعداده لتسليم صواريخ كروز بعيدة المدى إلى أوكرانيا. لكنه أشار إلى أن هذا القرار مشروط بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين، موضحًا أنه كان يقول دائمًا إنه لن يتخذ هذه الخطوة إلا بالتعاون معهم. في المقابل، حذرت روسيا من أن ألمانيا قد تصبح طرفًا مباشرًا في الحرب إذا أقدمت على هذه الخطوة.
يُذكر أن سلاح الجو الألماني يستخدم نظام توروس منذ عام 2005. ووفقًا للجيش الألماني، فقد طلبت وزارة الدفاع حينها 600 صاروخ، وتبلغ تكلفة كل صاروخ نحو مليون يورو. وفي رسالته، شدد ميلنيك على أن تسليم صواريخ توروس لا يتطلب التنسيق مع الشركاء أو إصدار إنذارات نهائية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكتب: “إن هذه الأسلحة الجهنمية يجب أن يتم تسليمها بكل بساطة، دون أي شروط أو استثناءات، لوقف التقدم الروسي المتسارع وتغيير ديناميكيات الحرب الحالية بشكل جذري.” كما دعا إلى تسليم 30% من الطائرات المقاتلة والمروحيات الألمانية المتوفرة في مخزون القوات الجوية، بما في ذلك نحو 45 طائرة يوروفايتر و30 طائرة تورنادو.
وأضاف ميلنيك في رسالته: “ليس فقط مستقبل الجمهورية الاتحادية يعتمد على نجاحك كمستشار، بل أيضًا مصير أوكرانيا – وكل أوروبا”. واعتبر أن ميرز أمامه فرصة تاريخية “لجعل الجمهورية الاتحادية المنارة الأكثر أهمية في العالم الديمقراطي الحر”.
في المقابل، لا يزال المستشار المنتهية ولايته، أولاف شولتز (SPD)، يرفض تسليم صواريخ توروس، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى توريط ألمانيا في الحرب بشكل مباشر. ويُذكر أن مدى صاروخ توروس يصل، بحسب الشركة المصنعة، إلى 500 كيلومتر، ما يتيح لأوكرانيا إمكانية ضرب أهداف بعيدة خلف خطوط المواجهة داخل الأراضي الروسية.وقد زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بصواريخ ATACMS قصيرة المدى، بمدى يصل إلى 300 كيلومتر، بينما قدمت فرنسا وبريطانيا صواريخ كروز يصل مداها إلى نحو 250 كيلومترًا.