الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن ألمانيا القومي ـ مصادر التهديدات الأمنية والتدابير

أكتوبر 22, 2024

بون ـ جاسم محمد، باحث في الأمن الدولي والإرهاب و رئيس المركز الأوروبي  ECCI

يتعرض الأمن القومي الألماني لمجموعة متنوعة من التهديدات الأمنية التي تتغير مع الزمن وتتنوع بحسب مصادرها. في هذا السياق، يمكن تصنيف هذه التهديدات إلى داخلية وخارجية. وتشمل المصادر الداخلية الجرائم المنظمة، التطرف الإسلاموي، اليميني واليساري، والتهديدات السيبرانية، بينما تأتي التهديدات الخارجية من الإرهاب الدولي، التجسس، والهجمات السيبرانية من دول أخرى.

مشهد التطرف والتحديات التي تواجه أمن ألمانيا القومي:

  1. الوضع الحالي للتهديدات:
    • التطرف الإسلاموي: بعد 7 أكتوبر 2023، ازداد التهديد الذي يشكله الإرهاب الإسلاموي في ألمانيا، ويترافق هذا مع التوترات في مناطق النزاع مثل أوكرانيا وغزة. لا يزال عدد المتطرفين الإسلاميين ثابتًا عند 27,200، مع التركيز على خطر الذئاب المنفردة والخلايا الصغيرة التي يصعب مراقبتها بسبب قدرتها على التخطيط السريع للهجمات.
    • التطرف اليميني: يمثل التطرف اليميني “أكبر تهديد للديمقراطية الألمانية”، حيث تقدر الاستخبارات الألمانية عدد المتطرفين اليمينيين بـ 40,600 شخص، منهم 14,500 يتسمون بالعنف. تشمل هذه الجماعات “رايخسبورغر” والحركات النازية الجديدة.
    • التجسس والهجمات الإلكترونية:بالإضافة إلى مراقبة المتطرفين، فإن مكتب حماية الدستور مسؤول أيضًا عن مراقبة حالات التجسس والهجمات الإلكترونية . الداخلية الألمانية كشفت إن اللاعبين الرئيسيين في هذا المجال هم روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية. التي تستخدم أجهزتها الاستخباراتية على نطاق واسع للتجسس في ألمانيا وضدها. بالإضافة إلى ذلك، هناك محاولات لممارسة عمليات تجسس ومراقبة أعضاء المعارضة لهذه الدول الذين يعيشون في ألمانيا. أمن ألمانيا ـ التقرير السنوي للاستخبارات، تزايد التهديدات الأمنية
  2. الجماعات النشطة وأهدافها:
    • تنظيم داعش: يستغل داعش النزاعات الدولية لإلهام الهجمات في أوروبا. لوحظ ارتفاع في عدد المراهقين المعتقلين بتهم الإرهاب.
    • جماعات اليمين المتطرف: تهدف هذه الجماعات مثل “رايخسبورغر” وحركة “الهوية” إلى زعزعة الديمقراطية من خلال استهداف المهاجرين ونشر الأيديولوجيات القومية، وذلك لخلق حالة من الخوف والانقسام السياسي.
  3. تأثير هذه الجماعات على المسلمين والرأي العام:
    • تؤثر أنشطة الجماعات المتطرفة على تصورات المسلمين في ألمانيا، حيث تستغل الجماعات اليمينية المتطرفة أحداث الإرهاب الإسلاموي لنشر الإسلاموفوبيا ومشاعر العداء تجاه المهاجرين. ساعد ذلك الأحزاب اليمينية المتطرفة على تعزيز قوتها السياسية من خلال تصوير المهاجرين، وخاصة المسلمين، كتهديد للمجتمع الألماني، مما أثر على السياسات العامة والخطاب السياسي.
  4. تحديات الاستخبارات الألمانية:
    • تواجه الاستخبارات الألمانية تحديًا مزدوجًا يتمثل في مراقبة المتطرفين الإسلامويين واليمينيين معًا. تتفاقم المشكلة بوجود عناصر متطرفة داخل الدوائر العسكرية، مما يشكل تهديدًا للأمن الداخلي وجهود مكافحة التجسس.
  5. توسيع صلاحيات الاستخبارات:
    • تسعى الاستخبارات الألمانية إلى توسيع صلاحياتها في مجال المراقبة، خاصة فيما يتعلق بالأنشطة الإلكترونية والتمويل الإرهابي وجهود تجنيد المتطرفين. تطالب أيضًا بتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التهديدات عبر الحدود.

السياسات الأمنية الجديدة:

  • استخدام البيانات البيومترية: يُسمح الآن للسلطات باستخدام تقنيات التعرف على الوجوه من المصادر العامة على الإنترنت لتحديد المشتبه بهم.
  • توسيع صلاحيات الاستخبارات المالية: حصلت الاستخبارات على صلاحيات أوسع للتحقيق في الأنشطة المالية للجماعات الإسلامية المتطرفة كجزء من استراتيجية لقطع تمويلها.
  • استجابة لهجوم زولينغن: تم توسيع هذه الصلاحيات بعد الهجوم لتعزيز السياسات الأمنية، بما في ذلك سياسات لجوء أكثر صرامة وقيود على حمل الأسلحة.
  • اعتماد خطوات وقائية واستباقية للكشف عن خلايا وشبكة الجماعات المتطرفة قبل وقوعها، من خلال تنفيذ عمليات “تعرضية”  تقليدية منها التنصت على المكالمات الهاتفية، المراقبة البشرية، المراقبة الفنية وفي بعض الحالات الدخول الى اجهزة الحاسوب. رغم ان ” الحزمة الأمنية” المقترحة بتوسيع صلاحيات الاستخبارات واجهت بعضها رفضاُ من حزب الاتحاد المسيحي وغيره.
  1. أهمية التعاون الدولي:
    • التهديدات العابرة للحدود: الإرهاب والتطرف لا يقتصران على حدود أوروبا. تتأثر سلامة المواطنين الألمان بالتطورات في مناطق مثل الشرق الأوسط وإفريقيا، مما يجعل الشراكات العالمية ضرورية لضمان الأمن.
    • الشراكات داخل الاتحاد الأوروبي: تلعب ألمانيا دورًا نشطًا في الاتحاد الأوروبي من خلال التعاون مع دول أخرى لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهود. ويُعد “منسق مكافحة الإرهاب” في الاتحاد الأوروبي شخصية محورية لضمان تعاون الدول الأعضاء في مواجهة التهديدات المشتركة والاستجابة السريعة للتحديات الأمنية.
    • التعاون مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: بالإضافة إلى التعاون الأوروبي، تعمل ألمانيا عن كثب مع شركاء من خارج الاتحاد مثل الولايات المتحدة ومنظمات دولية مثل الإنتربول والأمم المتحدة. تُعد هذه الشراكات حيوية لتتبع الشبكات المتطرفة ومنع تمويل الإرهاب ومعالجة جذور التطرف.استخبارات ـ تقرير الاستخبارات الألمانية السنوي ـ قراءة استشراقية
  2. البرامج المجتمعية وجهود مكافحة التطرف:
    • قامت ألمانيا بجهود ملحوظة لإشراك المجتمعات المحلية في مكافحة التطرف من خلال برامج إعادة التأهيل والتوعية. تلعب هذه البرامج دورًا مهمًا في منع الأفراد من الانجراف نحو التطرف ومساعدتهم على إعادة الاندماج في المجتمع. ومن بين هذه المبادرات:
    • شبكة منع العنف: شبكة تعمل على مشاريع تهدف إلى الوقاية والتدخل والمساعدة في جهود مكافحة التطرف بالتعاون مع وكالات الأمن الفيدرالية والمحلية لتحديد المخاطر وإدارتها.
    • برنامج “عيش الديمقراطية“: يقدم هذا البرنامج المشورة والدعم للأفراد المعرضين لخطر التطرف، خاصة الشباب. كما يشارك في تدريب قادة المجتمع، بما في ذلك الشخصيات الدينية مثل الأئمة، لتعزيز التماسك الاجتماعي ومواجهة السرديات المتطرفة.
  3. دور المجتمعات المسلمة في مكافحة التطرف:
    • تلعب المجتمعات المسلمة في ألمانيا دورًا حاسمًا في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز التعايش السلمي. تشمل المؤسسات الرئيسية المشاركة في هذه الجهود.
    • المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا (ZMD): يمثل المجلس أكثر من 300 مسجد ومجموعة من منظمات المجتمع المدني، وهو من أبرز المنظمات الإسلامية في البلاد. يدعو المجلس إلى خلق بيئة إيجابية تسمح للمجتمعات المسلمة بالمشاركة البناءة في الحياة العامة وتعزيز التفاهم المتبادل بين المسلمين والمجتمع الألماني.محاربة التطرف في أوروبا ـ ازدراء الأديان (ملف)
    • برامج مجتمعية للمسلمين: تتضمن هذه البرامج مبادرات لتدريب الأئمة على توجيه مجتمعاتهم بعيدًا عن الأيديولوجيات المتطرفة. بالتعاون مع الوكالات الحكومية، تهدف هذه البرامج إلى منع التطرف وتعزيز الشعور بالانتماء داخل المجتمع الألماني. من خلال هذه الجهود المشتركة، تسعى المنظمات الإسلامية لتقديم رواية مضادة للتطرف والمساهمة في تحقيق الأهداف الأمنية الأوسع للمجتمع الألماني.

المعالجات

  • توسيع صلاحيات اجهزة الامن والاستخبارات وبما لايتعارض مع القانون الأساسي الألماني وحقوق الأنسان والحرية الشخصية.
  • زيادة موارة اجهزة الأمن والاستخبارات: المالية والبشرية.
  • تصعيد التعاون الأمني وتبادل المعلومات مابين المانيا وبعض دول منطقة الشرق الأوسط المعروفة بمواقفها وسياساتها في محاربة التطرف والإرهاب.
  • ترسيخ التعاون مابين الأمانيا وبعض المؤسسات الدينية في منطقة الشرق الأوسط من أجل فهم أكثر إلى النصوص والفقه والشريعة الإسلامية أبرزها مؤسسة الأزهر في مصر. كذلك التعاون مع بعض المراكز البحثية المعنية في محاربة التطرف والإرهاب خاصة في دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر والمملكة المغربية  والمملكة الأردنية الهاشمية.
  • التبادل العلمي والأكاديمي مابين الجامعات الألمانية المعنية بالدراسات الإسلامية وتأهيل الأئمة من الداخل مع بعض الجامعات العربية العريقة، في مجال الاعداد والتدريب والمناهج.
  • تعزيز العلاقة مابين المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا  ZMD و وزارة الداخلية من جانب ومابين المجلس والمنظمات والمراكز الإسلامية.
  • العمل على وضع برامح الأنذار المبكر للتطرف، محاربة التطرف ونزع التطرف العنيف، على شرط ان تكون فاعلة.
  • الحد من أنشطة اليمين المتطرف والعلاقة مابينه ومابين اليمين الشعبوي.
  • مراجعة تصريحات عمل منظمات الإسلام السياسي.
  • مراجعة الحكومة سياساتها ومواقفها ازاء النزاعات والحروب الدولية.
  • تعد مرونة هذه التدابير وتطورها المستمر أساسية في مواجهة التهديدات الأمنية المتغيرة لألمانيا، حيث تجمع بين الأبعاد المحلية والدولية لضمان الأمن القومي.

رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=97931

 

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...