أزمة كورونا … تضرب الدعائم الأساسية إلى الاتحاد الأوروبى. بقلم حازم سعيد
حازم سعيد باحث بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
تكشف الاتحاد الأوروبي امام فيروس كورنا، واجمع الخبراء والمعنيين، بإن الاتحاد الاوروبي الان، لايشبه الاتحاد ماقبل اربعين عاما، بسبب غياب روح التعاضد والتضامن مابين شعوب دول اوروبا والاتحاد. انعكس اجتياح فيروس كورونا سلبا على منظومة الاتحاد الاوروبي، ليهدد القواعد الاساسية لهذا الاتحاد، الذي كان يعاني كثيرا من الانقسامات والهشاشة.
ابرزتداعيات كورونا على دعائم الاتحاد الأوروبي
اتفاقية دبلن
أوقفت وزارة الداخلية الألمانية جميع عمليات الترحيل إلى دول الاتحاد الأوروبي إلى إشعار أخر. ولن تستقبل ألمانيا مزيدا من اللاجئين المرحلين إليها من دول أخرى ضمن الاتحاد الأوروبي. هذا ما توصلت إليه تقارير نشرتها مؤسسات إعلامية كقناتي “NDR”و”WDR” بالتعاون مع صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ”.وفقا لـ”DW” فى 28 مارس 2020.
وأكد المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في رسالته بالقول إن التعليق المؤقت لترحيل المهاجرين، لايعني عدم الالتزام بالاتفاقية، بل إن عمليات الترحيل تم تعليقها مؤقتا. ومنذ 25 فبراير2020 تم تعليق جميع عمليات الترحيل إلى إيطاليا بسبب أزمة كورونا. بينما لم يتم تعليق الترحيل إلى بقية دول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
الشنغن
كانت ألمانيا من أول الدول في منطقة “شنغن”، التي أعلنت إغلاق حدودها مع الدنمارك ولوكسمبورغ وفرنسا والنمسا وسويسرا، وأغلقت إسبانيا جميع حدودها البرية.فيما شددت فرنسا من إجراءات التفتيش على حدودها. وقررت النمسا استئناف عمليات الفحص والتفتيش على حدودها على النقل البري مع إيطاليا وسويسرا وإمارة ليختنشتاين، كما علقت الرحلات الجوية من وإلى إيطاليا وسويسرا وإسبانيا وفرنسا.
وأعلنت سويسرا أنها لن تسمح بدخول أي شخص عبر الحدود مع إيطاليا إلا في حالات خاصوفقا لـ”الأناضول” فى 24 مارس 2020.أغلقت جمهورية التشيك وقبرص والدنمارك ولاتفيا وبولندا وسلوفاكيا بالإضافة إلى ليتوانيا أغلقت معابرها الحدودية بشكل كامل،وسمحت ألمانيا للعمال وشاحنات البضائع بعبور حدودها، إضافة إلى المواطنين الألمان الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض والعاملين في المناطق الحدودية، والأجانب الذين يحملون تصريح إقامة وفقا لـ”مهاجر نيوز” فى 16 مارس 2020 .
منطقة اليورو
كتب ماريو سنتينو رئيس مجموعة اليورو “لا شك في اننا سنخرج جميعا من الازمة مثقلين بديون أكبر بكثير”.وتدارك: “لكن هذا التأثير وتداعياته الطويلة يجب الا يصبح مصدر تفكك”.ووجهت الرسالة إلى وزراء 19 بلدا في مجموعة “يوروغروب”، إضافة الى دول الاتحاد الأوروبي غير الأعضاء في المجموعة وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 31 مارس 2020 .
يقول الخبير في الشؤون الأوروبية انطوان شاربنتيه:” إن أزمة تفشي كورونا في أوروبا، وما نتج عنها من أزمة انسانية وصحية، أظهرت أن مبدأ التضامن الذي هو أساس الاتحاد الأوروبي ليس له نفع، ما قد يؤثر على مصير الاتحاد الأوروبي في المستقبل” وفقا لـ”سبوتنيك” فى 19 مارس 2020.
بريكست
أجرت خدمة علم الاجتماع “Focaldata” وفقا لـ”سبوتنيك” فى 1 أبريل 2020 دراسة مفادها أن(64%) من المستطلعين في بريطانيا يوافقون على تمديد فترة مغادرة الاتحاد الأوروبي للسماح للحكومة بالتركيز على مكافحة ” كورونا”. و(36 %) من المستطلعين يؤيدون مغادرة الاتحاد الأوروبي في ميعاده. وتم التعبير عن دعم تمديد الفترة الانتقالية لبريكست من قبل ناخبي حزب العمل (84%) والحزب الليبرالي الديمقراطي (83%). ويتوقع البريطانيون من الحكومة اتخاذ قرار لإبقاء البلاد في نظام الإنذار المبكر والاستجابة في الاتحاد الأوروبي (EWRS). وأن (65 %) من البريطانيين تحدثوا لصالح الحفاظ على العضوية في” EWRS”.
أشار”ديفيد مكاليستر وهو نائب ألماني في البرلمان الأوروبي ويرأس مجموعة بريكست في المجلس: “جائحة كورونا تعرقل الجدول الطموح أصلا” لإنهاء الفترة الانتقالية. وأضاف: “الاتحاد الأوروبي منفتح دائما على تمديد الفترة الانتقالية…”. وتوقع دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي تلقي طلب من لندن بالتمديد في مايو أو يونيو2020، لكن مصدرا في الحكومة البريطانية قال إن بلاده ملتزمة بالخطط القائمة وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 30 مارس 2020 .
صراع الأقنعة
صادرت جمهورية التشيك مئات آلاف معدات الوقاية الطبية وأجهزة التنفس التي أرسلتها الصين هبة لإيطاليا.وعلى الرغم من أن تشيكيا قالت إنها صادرت المعدات الطبية في إطار عملية مكافحة تهريب، إلا أن مسؤوليها اعترفوا أن جزءاً منها فقط كان منحة صينية لإيطاليا.
وشدد ماكرون وفقا لـ “وكالة سبوتنيك” فى 31 مارس 202 على ضرورة بناء سيادة أوروبية ووطنية في مجال تصنيع الأقنعة الطبية من أجل الاستغناء عن دول الخارج مثل الصين.وأعلن ماكرون عن إنشاء اتحاد صناعي فرنسي بين عدة شركات “بهدف تصنيع (10000) جهاز تنفّس اصطناعي بحلول شهر مايو2020 على أن يتم تسليم (4500) جهاز خلال أبريل2020.
محاربة “كورونا” رقميا
أعلنت العديد من الحكومات الأوروبية بالتعاون مع شركات التكنولوجيا عن مجموعة من الإجراءات وسط تفشي فيروس كورونا وفقا لـ”يورونيوز” فى 31 مارس 2020. ومن أبرز تلك التطبيقات
تطبيق “الحجر الصحي المنزلي” : أصدرته بولندا حيث يرسل المستخدمون صورة جغرافية للشرطة لإثبات أنهم لا ينتهكون الحجر الصحي. يرتبط التطبيق بقاعدة بيانات لأرقام هواتف الأشخاص الخاضعين للحجر الإلزامي.
أستخدام نظام GPS : حسمت المانيا الجدل بشأن استخدام تقنية الهاتف للمحمول للوصول إلى المصابين طرح موضوعا جوهرياً مثل حماية البيانات .. المفوض الفيدرالي للخصوصية أولريش كيلبر ، قال يوم 27 مارس 2020 إنه في أزمة مثل كورونا لا معنى للحديث عن حق حماية البيانات، وأنه يجب الكشف عن بيانات الهاتف الخلوي للشخص المصاب. التقديرات تقول بان المانيا على الاغلب توافق على اعتماد نظام التتبع عبر الهاتف الذكي، اليوم هناك اولوية لمواجهة كورونا اكثر من اعتماد الخصوصية للافراد.
خريطة رقمية : تُظهر فى إيطاليا تحركات السكان في “لومباردي” على غرار تلك التي أنشأها فيسبوك الذي شارك في اوقات سابقة بيانات مستخدمين مع السلطات للمساعدة في أوقات الأزمات تماما.
تطبيق “متعقب الأعراض”: أنشأ الأطباء والعلماء في الكلية الملكية البريطانية تلك التطبيق، حيث يمكن للأشخاص تنزيل التطبيق ووضع تفاصيل عن الأعراض الطبية الخاصة بهم والهدف من ذلك هو مساعدة المهنيين الصحيين على فهم الأعراض بشكل أفضل مع تحديد المناطق اليت ينتشر فيها وباء فيروس كورونا.
الخلاصة
تعتبر حرية التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي، إحدى الركائز الأساسية التى قام على أساسها الاتحاد الأوروربي زمنها تمخض فضاء شنغن. لكن اليوم أزمة فيروس كورونا تعرض االاتحاد للخطر فى ظل تفشى الفيروس فى أوروبا . تواجه منطقة اليورو حالة ركود شديد، وقد تمتد تلك الفترة إلى وقت ليس بالقصير، خاصة وأن كل المؤشرات تؤكد أن التوصل إلى لقاح ضد فيروس كورونا قد يستغرق وقت طويل. أن الخلاف القائم بين دول الشمال والجنوب فى أوروبا من شأنه أن يزيد من مخاطر “تفكك” منطقة اليورو مالم يتم بلورة تعاون اقتصادي مشترك لاحتواء الأزمة . المشكلة التي يعاني منها الاتحاد الاوروبين خاصة في مواجهة كورونا، ان الاتحاد ترك امر الرعاية الصحية الى الدول الوطنية، وهذا مايحتاج الى المراجعة.
لذلك ينبغى ضرورة تعزيز التعاضد والتضامن بين شعوب اوروبا، والانتباه الى ان دول تستغل فيروس كورونا في فبركة الاخبار غير صحيحة من اجل خلق الفروقات وصناعة الكراهية بين دول الاتحاد الاوروبي،إن ازمة فيروس كورونا ضربة الجميع، ولا احد افضل من الاخر، وهناك اجماع بان دول اوروبا كانت وماتزال تعيش صدمة كورونا، لذا بعض السياسات جاءت ردود افعال سريعة غير مقصودة.
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=68224
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
خبير: أزمة كورونا أظهرت أن مبدأ التضامن بين دول الاتحاد الأوروبي لا نفع له … سبوتنيك
هل استخدام الدول الأوروبية للتقنية الرقمية في محاربة كورونا..سيلقي بظلاله على حريات المواطنين؟ … يورونيوز
ألمانيا: إيقاف الترحيل بسبب كورونا هل يعني تعليق اتفاقية دبلن؟ … DW
هل ينهي كورونا عملة الـ “يورو”؟.. تحذير من أعلى مسؤول أوروبي … سكاى نيوز عربية
استطلاع: البريطانيون يطلبون تأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي … سبوتنيك
كورونا.. الاتحاد الأوروبي يضغط على بريطانيا لتمديد الفترة الانتقالية بعد بريكست … روسيا اليوم
لمنع انتشار فيروس كورونا .. الدول الاوروبية تغلق حدودها … مهاجر نيوز
ماكرون يؤكد ضرورة بناء سيادة أوروبية ووطنية في مجال الصناعات الطبية … سبوتنيك
كورونا يهدد اتفاقية “شنغن” ويغلق حدود أوروبا (تقرير) … الأناضول
الباحث حازم سعيد
https://www.facebook.com/profile.php?id=100015286533348