هذا ما يخطط اليمين الشعبوي لتحقيقه في البرلماني الأوروبي
يسعى حزب البديل من أجل ألمانيا وأحزاب يمينية شعبوية أخرى في أوروبا إلى تشكيل جبهة موحدة داخل البرلمان الأوروبي الجديد. البداية انطلقت من روما، لكن هل الأحزاب اليمينية الشعبوية تسير في نفس الاتجاه؟
في حين تسببت دراما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مزاج سيء في شمال أوروبا، ارتفعت المعنويات في الجنوب، وتحديداً في روما، حيث تستعد العاصمة الإيطالية إلى اجتماع لليمين الشعبوي، سيُعقد الاثنين (8 أبريل/ نيسان). وصل خمس مائة شاب من التيار اليميني الشعبوي من ستة بلدان في أوروبا الغربية إلى إيطاليا. في الدولة التي تشهد حالياً نهضة شعبوية كبرى في أوروبا. حزب “جيوفاني ليغا”، المنضوي تحت الحزب الإيطالي الأم ،” ليغا”(الرابطة)، ضمن الأحزاب المدعوة للاجتماع.
الحزب الإيطالي، الذي مرعلى تأسيسه ثلاثون عاماً، يريد حسم الانتخابات الأوروبية لصالحه. الحظوظ جيدة، كما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو سالفيني، من أقوى الأحزاب الموجودة الآن على الساحة. غير أن سالفيني يريد المزيد، فهو يعمل منذ شهور على حشد اليمينيين الشعوبيين من كامل أوروبا.
“رسالة للأحزاب الأم“
داخل فندق صغير من فئة الأربع نجوم في فيا باليرمو، في وسط مدينة روما القديمة، اجتمع مئات اليمينيين من جميع أنحاء أوروبا. لكن في خارج الفندق، لا وجود لأي علامات على انعقاد اجتماع بهذا الحجم، إذ لا توجد احتجاجات، ولا مبادرة للمواطنين، ولا حواجز على الطريق – وإنما ثلاثة من ضباط الشرطة فقط يقفون عند الباب لحراسة “القمة”، التي تجمع يميني أوروبا.
داخل الفندق، و بالضبط داخل قاعة المؤتمرات، يجلس شباب إيطاليون يرتدون سترات زرقاء داكنة أو سترات مع قمصان بيضاء. عدد النساء المشاركات يعد على الأصابع. الصوت داخل القاعة مرتفع، والمكان ضيق، والمزاج العام غير مستقر.
وسط القاعة، يوجد رؤساء خمس منظمات شبابية يمينية شعوبية أخرى من بلجيكا وفرنسا وبريطانيا العظمى وألمانيا والنمسا. الضيف الرسمي من ألمانيا، داميان لوغ، 25 عاماً، وهو رئيس منظمة “الشباب البديل” – المنظمة الصغرى، المنضوية تحت حزب البديل من أجل ألمانيا AfD منذ عام. ويوضح لوغ أن الاجتماع في روما هو “رمز للأحزب الأم وبأننا ننتمي لبعضنا البعض”.
جبهة يمينية؟
حتى الآن يتوزع اليمينيون الشعبيون في أوروبا داخل برلمان الاتحاد الأوروبي عبر ثلاث كتل. في الماضي، فشل التعاون بين هذه الكتل بسبب اختلافات أساسية، أو حتى بسبب صعوبة الارتباط. الآن يجب أن يكون هناك تكتل جديد وكبير ومشترك. ولهذا الغرض دعا حزب البديل من أجل ألمانيا إلى حضور مؤتمر صحفي في ميلانو. المنظمون هم حزب “الليغا” وسالفيني، مرة أخرى إيطاليا. من ألمانيا يشارك زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا، بورغ مويثن.
تأخرت الدعوة بيوم واحد عن المتوقع وجاءت من دون ذكر أسماء ممثلي الأحزاب المشاركين من الدول الأخرى و الإشارة إلى طبيعة هذه المشاركة. ما يشير إلى أن التعاون بين الكتل اليمينية قد لا يكون بهذه السهولة.
وبحسب تقارير إعلامية، سيتم دمج ما يصل إلى عشرين حزباً ومجموعة في “تحالف للشعوب والأمم الأوروبية”. كما يخطط سالفيني، الذي كان متواجداً في أوروبا الشرقية قبل بضعة أسابيع، إلى القيام بجولة خلال الحملة الانتخابية إلى ألمانيا أيضاً. ولكن في وارسو لم يتم حتى الآن نفي أو تأكيد، ما اذا كان الحزب اليميني الشعبوي، حزب العدالة والقانون PiS من بولندا سينضم إلى صفوف حركة سالفيني. كما لا تكفي الدعوة للمشاركة في المؤتمر الصحفي للخروج بأية استنتاجات. التوقعات حول تكوين ثالث أو حتى ثاني أكبر كتلة برلمانية، صعبة. وذلك لأنه من غير الواضح ما إذا كان البريطانيون سينضمون إلى الانتخابات بسبب أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. لكن من المحتمل أن يشغل اليمينيون ربع المقاعد، أي أكثر بكثير من ذي قبل.
تحالف جديد من “الوطنيين“
“اعيدوا أوروبا عظيمة مرة أخرى”- هذا هو المطلب الرئيسي للحزب اليميني الإيطالي، كما قال “المنسق الدولي للحزب، دافيد كادري خلال كلمة الافتتاح. واستدعى المتحدثون من بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة الصور النمطية للعدو تعدد الثقافات والمهاجرون. وخلال الترويج السياسي لأنفسهم يستخدمون مصطلحات مثل “الفخر” و “الوطنية”.recهدفهم الحكم وإحداث ثورة في الاتحاد الأوروبي. بعد ساعة، تحدث الشاب اليميني الشعوبي من ألمانيا أيضاً. في خطاب شديد اللهجة وصف الشاب، رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر بـ “المهرج السياسي” وميركل بـ “الساحرة”. لكن في ألمانيا، لا يجرؤ حتى المتشددون أنفسهم من حزب البديل من أجل ألمانيا على قول شيء كهذا علناً، بسبب حماية الدستور.
دافع للشباب
في اليوم التالي عبر داميان لوغ خلال نزهة في المدينة مع الشركاء الايطاليين الجدد عن شعوره تجاه هذا الحماس الكبير الذي لم يكن مألوفًا بالنسبة له. ولكن ذلك لن يؤدي إلى ظهور قومية جديدة، كما في التاريخ، بعد ذلك إلى ألمانيا؟ لوغ يفكر قبل أن يجيب. ثم يتحدث عن الاحترام المتبادل والمسؤولية الشخصية. ويوضح أن خطر الانزلاق إلى القومية، يمكن احتواؤه. بعد ذلك، ينظر السياسي الشاب إلى ميدان فينيسيا وإلى النصب التذكاري الوطني الضخم فيتوريو إيمانويل الثانين وقال بإعجاب: “يا إلهي، كان من الممكن أن يكون هذا المكان مناسباً لبوابة براندنبورغ أيضاً”.
من المفترض أن يُعقد اجتماعان إلى ثلاثة اجتماعات من هذا القبيل سنوياً. وهذه هي الخطة بعد اجتماع البدء هذا.
لا يوجد تباين كبير بين روما وبروكسل: عاصمة الاتحاد الأوروبي بمبانيها الحديثة الرائعة المصنوعة من الزجاج والصلب، والتي يوجد فيها تكنوقراط الاتحاد الأوروبي. والمدينة القديمة التي تعود إلى الألفية المليئة بآثار إمبراطورية أثرت على نصف أوروبا بثقافتها. والآن يريد الشعبويون اليمينيون في إيطاليا تشكيل روما خارج أوروبا، بطريقة مختلفة تماماً.
كاي الكسندر شولتس/ إ.م بالشراكة مع الدوتش فيللة