“جهاديون” ارتبطوا بأجهزة إستخبارات غربية … أبو قتادة
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا- وحدة الدراسات والتقارير “3”
بذلت السلطات البريطانية جهودا حثيثة لطرد عمر محمود عثمان الشهير بـ “أبو قتادة الفلسطينى” ، ووصفته الأجهزة الأمنية البريطانية بأنه “أهم داعية متشدد” في بريطانيا و”سفير بن لادن في أوروبا”، و”الزعيم الروحي للقاعدة” في أوروبا ،وأنه يمثل تهديدا للامن القومي البريطاني، ويعد “المرشد الرئيسي للكثير من الارهابيين في أوروبا”
النشأة
ولد عمر محمود عثمان الشهير بـ “أبو قتادة الفلسطينى” عام 1960 في بيت لحم التابعة للضفة الغربية والتى تعود أصوله إلى قرية دير الشيخ بقضاء القدس، وهي مسقط رأس والده، وهو يحمل الجنسية الأردنية، لأنه ولد في هذه البلدة عندما كانت الضفة تابعة للأردن ، أنهى دراسة البكالوريوس في الشريعة بالجامعة الأردنية 1984، انضم للجيش الأردني وعمل بالإفتاء برتبة “وكيل” ، غادر أبو قتادة إلى ماليزيا عام 1991 إلا أن الحياة لم ترق له هناك فانتقل إلى باكستان التي “خاض فيها صراعات فكرية مع عدة تيارات داخل الحركات الإسلامية” ، وصل بريطانيا في العام 1993 بجواز سفر مزوّر، ومُنح اللجوء السياسي في عام 1994 بدعوى الاضطهاد الديني ، كان يوصف في الماضي بأنه “سفير بن لادن في أوروبا
بداية التطرف
التحق في سن مبكرة بجماعة “الدعوة والتبليغ” في الأردن وعمره 16 عاما . أنهى مرحلة التوجيهي عام 1979، خرج أبو قتادة مع جماعة التبليغ إلى باكستان ومكث فيها أربعة شهور ، والتحق أبو قتادة بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية، التي تخرج منها عام 1983، وفي تلك المرحلة يقول إنه تعمّق بالتعرف على ابن تيمية من خلال كتبه ، عام 1983 بدأت مرحلة جديدة في حياة أبي قتادة، حيث كان مخيرا إما بالالتحاق بالخدمة الإلزامية في الجيش لعامين مما سيدفعه لحلق لحيته والانصياع للانضباط العسكري، وإما بالالتحاق بالإفتاء العسكري لمدة أربعة أعوام، فاختار الثانية.
اشترك أبو قتادة في تنظيم “القاعدة” مع عصام طاهر البرقاوي الشهير بـ “أبو محمد المقدسي” أسس أبو قتادة ورفاقه حركة “أهل السنّة والجماعة” التي كانت تعكس الاتجاه اليساري في التيار السلفي الأردني وعندما فشل في إدامة الحركة،
وعقب وصوله غلى لندن سكن أبو قتادة في البداية في بولتون شمال مانشستر لمدة ستة شهور، ثم انتقل إلى لندن، وكان أول أعماله الجماهيرية أن فتح بيته يوم الجمعة لخطبة وصلاة الجمعة وكان يحضرها 25 شخصا تقريبا ، تحوّل أبو قتادة في وقت قصير إلى منظّر سياسي للجماعات “السلفية المقاتلة” وإلى مفتٍ ومفكر لهذه الحركات، خصوصاً الفاعلة في شمال إفريقيا كالجماعة الإسلامية في الجزائر وفي ليبيا. وأشرف في لندن على إصدار عدة مجلات منها “الفجر” و”المنهاج”، كما أصدر كتاباً ينظر فيه ويؤسس للحركة السلفية الجهادية.
انتقل أبو قتادة لصالة “فور فيثرز” (الريش الأربع) في لندن التي استأجرها شبان مسلمون لغايات صلاة الجمعة عام 1993، وهو الاسم الذي اشتهر في دوائر المخابرات ، أصدر كتاباً ينظر فيه ويؤسس للحركة السلفية الجهادية وهو يصنف ضمن أقوى ما كتب في التعريف بالحركة السلفية الجهادية وفي تفسير وتبرير أفكارها ورؤاها، في عام 1998، اتهم أبو قتادة بتمويل جماعة الإصلاح والتحدي، وهي واحدة من الحركات السلفية الجهادية في الاردن ، ضم اسمه ضمن القرار الدولي رقم (1267) الصادر من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي صدر في عام 1999م، والذي يختص بالأفراد والمؤسسات التي ترتبط بالإرهاب
ظل رهن الاعتقال في بريطانيا منذ أغسطس 2005 بعد وقت قصير من تفجيرات 7 يوليو 2005 في لندن “تفجيرات مترو لندن” ،في نوفمبر 2008 تم اعادة اعتقاله مجددا لخرقه شروط الإفراج عنه بكفالة ليتم الغاء قرار الإفراج عنه بكفالة وليعاد إلى السجن في انتظار ترحيله خارج المملكة المتحدة.
نقل مركز سايت الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلاموية فى أبريل 2012 إن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي عرض الإفراج عن بريطاني مخطوف لدى التنظيم، إذا أفرجت لندن عن الواعظ الأردني الراديكالي أبي قتادة ولكنه حذر من تسليمه للأردن ، واضاف إن المبادرة المطروحة على الحكومة البريطانية هي “أن تطلق سراح مواطنها الأسير عندنا” ستيفن مالكوم المزدوج الجنسية (بريطاني- جنوب إفريقي) إن هي سمحت بترحيل الشيخ أبي قتادة إلى إحدى دول “الربيع العربي” أو غيرها من البلاد التي يختارها الشيخ ويضمن فيها حريّته وحقوقه وكرامته”.
وأعلن أبو قتادة تأييده لجبهة النصرة التي تمثل فرع تنظيم القاعدة بقيادة “أيمن الظواهري” في سوريا ، ووجه انتقادات لاذعة لتنظيم “داعش”، وشن هجوما كبيرا على قادة التنظيم وأمضى أبو قتادة، الذي وصف بأنه الذراع اليمنى لأسامة بن لادن في أوروبا، سنوات طويلة في السجون البريطانية دون محاكمة، ودون توجيه اتهام له بانتظار الفصل في ترحيله إلى الأردن حيث يواجه اتهامات بالإرهاب ، وطالب أبو قتادة تعويض قد يصل إلى 10 ملايين جنيه استرليني، نحو 15 مليون دولار، لسجنه طوال هذه السنوات دون محاكمة ودون توجيه اتهام ، نه سيتبرع بهذه الأموال إذا حصل عليها للجمعيات الخيرية الإسلامية، ولمساعدة الفقراء في البلاد.
سلمته السلطات البريطانية في 7 يوليو 2013 إلى الأردن إثر اتفاقية مع بريطانيا صدّق عليها البرلمان الأردني وتكفّل بمحاكمة مستقلة لأبي قتادة، وأُعلنت براءته من قبل محكمة أمن الدولة بسبب عدم وجود الأدلة الكافية بعد الاتهامات التي وجهت له بما عرف بـ”قضية الألفية”، وقالت وزيرةالداخلية البريطانية” تيريزا مي”، إن ترحيل أبوقتادة “ثمرة جهود بذلت لإبعاده، واعتقد أن جميع البريطانيين يرحبون بذلك”.
علاقة
أخبر أبو قتادة صحيفة “أوبزرفر” في العام 2001، أن الاستخبارات البريطانية عرضت عليه بعيد أحداث سبتمبر2001 في الولايات المتحدة جواز سفر للهرب إلى أفغانستان، لكنه رفض العرض قائلاً “إنه لا يثق بالاستخبارات البريطانية، ويخشى خداعه وتسليمه خلال الرحلة للسلطات الأردنية أو المصرية أو السعودية”، بعد ذلك اختفى عن الأنظار قرابة عام، ويُعتقد أن الاستخبارات قد وفّرت له مكاناً آمناً، وأعلنت السلطات اعتقاله في اكتوبر 2002.
فسّر الكاتبان شين أونيل ودانيال ماكغروري في كتابهما “مصنع الانتحار: أبو حمزة ومسجد فينسبري بارك”، رفض تسليم السلطات البريطانية أبو قتادة للأردن حيث كان متهماً بالعديد من العمليات الإرهابية، لأن أبو قتادة كان يعمل تحت نظر الاستخبارات البريطانية في تجنيد المقاتلين وإرسالهم لمواجهة القوات الروسية في الشيشان.
التوصيات
توفير مراكز الاستشارات المتخصصة في مجال مكافحة التطرف ، تطوير برنامج موحدة لمكافحة التطرف والإرهاب ، سحب الجنسية من الذين اثبت تورطهم فى تنفيذ عمليات إرهابية ، تعزيز التعاون بين دول الاتحاد الأوروبى أخرى في مجال مكافحة الارهاب ،إيجاد وسائل جديدة لأجهزة الاستخبارات تستخدمها في مكافحة الإرهاب ومخاطره ، توسيع الطرق الخاصة التي تلجأ إليها الاستخبارات الأمنية ومنها القرصنة على بعض المواقع والتنصت على المكالمات، وذلك في إطار مكافحة الإرهاب وملاحقة المتطرفين ، منع تجنيد وتسفير الشباب للقتال في الخارج، وخاصة في مناطق الصراعات .
هوامش
رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=48564
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات